الثورة _ ربا أحمد:
يبدو أن واقع الألعاب الفردية بمحافظة طرطوس ليس بأفضل حال ورياضة الكاراتيه خيرمثال على ذلك ، حيث يبقى التمويل وهو العمود الفقري لهذه الرياضة غائباً ونقصد التمويل المالي والفني.
فالواقع وفق ما أكده عدد من أهالي المتدربين الصغار أن الاختبارات الدورية للحصول على الشهادات والأحزمة قليلة والبطولات المحلية تكاد تكون معدومة ، علماً أن سنين التدريب تمرّعلى لاعب الكاراتيه من سن الخمس سنوات إلى العشر دون نتائج تذكر ، ومنهم لم يحصل سوى على حزامين فقط خلال ثلاث سنوات بالرغم من أن اللاعب يحقّ له الاختبار كل ثلاثة أشهر ، حتى أن بعض اللاعبين الصغار تراجعوا عن فكرة الاستمرارية أمام هذا الواقع السيىء للعبة دون أي مراقبة.
فردية وعجز
من جهة أخرى فإن أصحاب النوادي يعملون بشكل فردي ومعظمهم عاجزون عن تمويل أي بطولة محلية أو تقديم التكلفة المادية للمشاركة في بطولات جماعية ،ولاسيما أن الأعداد غالباً ما تكون كبيرة وتحتاج لتمويل بملايين ليرات لثمن إطعام اللاعبين ودفع أجور النقل وغيرها الكثير ، إلى جانب كونها تحوّلت لعمل تجاري وتسالٍ للأولاد في العطلة الصيفية، مما أثر على أداء المتميز والساعي إلى الاحتراف مع غياب الاهتمام به .
ولمعرفة أسباب كلّ ذلك والحلول المقترحة تواصلت «الثورة» مع رئيس مكتب المراكز والبيوتات في اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي بطرطوس المدرب شروق البودي التي أكدت أن اتحاد اللعبة لم يقم بطولات جمهورية لأنه لا يستطيع تمويلها، وأذون السفر لا تتجاوز ١٥ ألف ليرة، بينما يحتاج اللاعب إلى ٣٠٠ ألف كتكلفة متوسطة، ونتيجة طلب تخفيف الأعباء لم يعد تتوفر الباصات والمازوت للنقل فتراجع مع ذلك كلّ شيء، وهو حال بطولات الأندية حيث النوادي بالمئات بمحافظة طرطوس ولكن فقيرة وعاجزة عن تمويل بطولات، وبالرغم من التواصل مع ناديي الساحل والشرطة لدعم اللعبة إلا أنهم رفضوا الأمر وكلّ تركيزهم على الألعاب الجماعية، وإن وجد أحد النوادي بحالة جيدة كمصفاة بانياس والشيخ بدر فإن ذلك بسبب توفر التمويل الكافي لهم.
ولفتت البودي الى أنها حاولت إقامة بطولة للمحافظة كمهرجان لمشاركة كافة اللاعبين وبأسعار رمزية لا تتجاوز الخمسة آلاف، ولكن الاتحاد رفض الأمر بحجة أنها يجب أن تقام بإسم الاتحاد ولكن رسمها حين ذلك سيكون ٢٥ ألفاً .
الأمل فردي
وعن سبب غياب الاختبارات والشهادات، لفتت إلى أن التكلفة ارتفعت من خمسة آلاف إلى ٢٥ ألف ليرة كثمن شهادة واختبار، وبالرغم من ذلك فإن الاختبارات مستمرة ولكن ضعف تواصل أصحاب الأندية مع اللجنة هو السبب في غيابها عن بعض لاعبيهم.
وعن شكوى غياب دعوة الأندية إلى البطولات الفردية وبطولات الأندية في دمشق ، أوضحت البودي أنها تتواصل مع كافة الأندية عبر مجموعة واتس وتخبر الجميع بأي بطولة ولكن هناك تهرب من أصحاب تلك الأندية، مؤكدة أن محافظة طرطوس ولادة للاعبين الكاراتيه ويوجد أبطال منهم في المنتخب الوطني ومنهم من شارك ببطولة غرب آسيا، ولكن اليوم أوقفت البطولات.
في النهاية يبدو أن التعويل والأمل فردي فقط للحصول على نتيجة حقيقية للاعب الكاراتيه بمحافظة طرطوس، لأن كلّ العوامل المحيطة به غير مساعدة ومؤاتية لانطلاقته واحترافه، على أمل ألا يتسلل الإحباط إلى قلوب الكثير من اللاعبين الصغار .