الملحق الثقافي:
تعبر الفنانة الشابة علا محمد ديب عبر لوحاتها عما يختلج في نفسها من مشاعر وأحاسيس مرهفة من خلال تجسيدها للمرأة كرمز للجمال والأمومة والحب والعطاء، ونقل هذه المشاعر إلى المتلقي.
وذكرت ديب أن موهبة الرسم لديها تفتحت منذ الطفولة، حيث كان لها تجارب بسيطة في المدرسة وكان لقريتها ضهر بركات في ريف جبلة بطبيعتها الخلابة وجبالها المكسوة بالأشجار تأثير كبير على أعمالها التي وثقت فيها جانباً واسعاً من هذه الجماليات، عبر رسومات لاقت إعجاباً جيداً.
وأضافت أنها صقلت موهبتها بالرسم بدعم كبير من أسرتها المحبة للعلم والفن عندما كانت طالبة في السنة الثالثة في كلية الطب البشري، وتدربت على يد الفنانة التشكيلية نجود أسعيد لتتمكن خلال وقت قياسي من إثبات حضورها وإيقاد الموهبة الفطرية التي ولدت معها ومكنتها من إيصال أفكارها وانفعالاتها عبر هذا الفن.
وتعتمد ديب في رسم لوحاتها على الألوان الزيتية بشكل أساسي، إضافة إلى الفحم والرصاص في بعض الأحيان، ساعية إلى استلهام أفكارها وموضوعاتها من مصادر الجمال المتنوعة، ومنها البحر الذي تعشقه في هدوئه وصخبه الأمر الذي انعكس على لوحاتها التي تميزت بما أسمته «ضجة الألوان وعشوائيتها» مع غلبة اللون الأزرق والتركواز الملامس لروحها.
وقالت ديب: تمكنت من التوفيق بين دراستي وموهبتي واخترت الاختصاص الأقرب لموهبتي وهو جراحة التجميل، لأنه مزيج من الطب والفن معاً، وربما تكون موهبتي الفطرية قد دعمت نظرتي الجمالية في عملي الجراحي.
وشاركت ديب في معرضين مع الفنانة نجود في المركز الثقافي العربي في مدينة جبلة ومعرض في رواق مدرج جبلة الأثري، وتلقت التشجيع الكبير من المتلقين، كما دخلت في مسابقة نظمتها اليونيسيف بعنوان «العنف ضد المرأة» عام 2018، وذلك مع بداية انطلاقتها في فن الرسم، حيث احتلت لوحتها المركز الثالث، ما أعطاها دفعاً كبيراً لتطوير أدواتها في هذا المجال ومتابعة دراستها بشكل علمي وأكاديمي.
من جهتها ذكرت الفنانة التشكيلية نجود أسعيد أن علا فتاة موهوبة جداً استطاعت إثبات نفسها في مجال الرسم ضمن فترة قصيرة لا تتجاوز الخمس سنوات، تعلمت خلالها فنون الرسم وأدواته، وكانت موهبتها واضحة، حيث لاقت لوحاتها إعجاب الجميع، بينما تسعى إلى صقلها بمعرفة المقاييس والنسب ومزج الألوان بشكل مدروس وأكاديمي.
يذكر أن الشابة علا محمد ديب من مواليد العام 1997 وهي خريجة كلية الطب بجامعة تشرين.
العدد 1155 – 15-8-2023