الثورة – أسماء الفريح:
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الغرب يزود أوكرانيا بالأسلحة ليشعل الصراع محذرا من أن استمرار ذلك يهدد بخطر وقوع صدام عسكري مباشر بين القوى النووية.
وقال لافروف في كلمة له اليوم في المؤتمر الحادي عشر للأمن في موسكو: “اليوم، تقوم الولايات المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي، ومن أجل إنقاذ مشروعهم الجيوسياسي لاستنزاف روسيا وتقسيم العالم الروسي، بضخ أوكرانيا بمزيد من الأسلحة الحديثة وإشعال الصراع أكثر فأكثر إلا أن مسارهم المغامر وغير المسؤول يزيد بشكل كبير من خطر وقوع صدام عسكري مباشر بين القوى النووية”.
وتابع لافروف أن بلاده تثمن جهود دول الجنوب العالمي للمساعدة في إيجاد طرق واقعية لحل الأزمة الأوكرانية لكن ينبغي الحذر ولاسيما أن كييف ورعاتها الغربيين يلجؤون لكل الوسائل بهدف استدراج دول أخرى إلى دعم ما يسمى بـ”صيغة السلام” للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وجوهره هو المطالبة على شكل إنذار أخير بإعادة أوكرانيا إلى حدود عام 199..
وقال لافروف “نقدر الاهتمام الصادق للصين والبرازيل وجمهورية جنوب إفريقيا ومصر والهند وبلدان أخرى في الجنوب العالمي بالمساعدة في إيجاد طرق عادلة وواقعية للتوصل إلى تسوية في أوكرانيا كما صرح بذلك الرئيس فلاديمير بوتين مرارا” لكن من المهم بشكل أساسي أن تستند المقترحات ذات الصلة إلى فهم واضح للأسباب الحقيقية وطبيعة ما يحدث باعتباره نتيجة لتقويض الغرب لمبدأ عدم تجزئة الأمن.
وحث لافروف “جميع من يتم استدراجهم إلى هذه اللعبة” على أن يتذكروا أن “نظام كييف أعلن صراحة عن مهمة القضاء على كل شيء روسي في الأراضي التي لا تخضع الآن لسيطرته وهذا هو معنى مطلب إعادة أوكرانيا إلى حدود 1991 بالنسبة لهؤلاء الناس”.
وأكدت روسيا مرارا أنها اضطرت لبدء العملية العسكرية الخاصة من أجل حماية سيادتها وسلامة أراضيها وأمن الملايين من مواطنيها وحماية سكان إقليم دونباس من الإبادة على أيدي نظام كييف.
من جانبه ,أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن الولايات المتحدة ومن خلال توريدها الذخائر العنقودية لكييف تتورط في ما سبق أن وصفته هي نفسها بجريمة الحرب.
وقال شويغو في كلمة ألقاها في ذات المؤتمر إن “عواقب استخدام هذه الأسلحة على السكان المدنيين معروفة.. وفي الماضي أكد المسؤولون الأميركيون مرارا أن استخدام الذخائر العنقودية يعد جريمة حرب.. واليوم ترتكب واشنطن وشركاؤها هذه الجريمة في أوكرانيا” مشيرا إلى أن هذا الأمر لا يثير ,وكما هو متوقع,إدانات من المنظمات الإنسانية الدولية.
وأوضح شويغو أنه في ظل الواقع الجديد الناجم عن تصرفات واشنطن فقد تعيد روسيا النظر في قرار عدم استخدام الذخائر العنقودية الموجودة في ترسانتها وقال “أود أن ألفت الانتباه إلى حقيقة أنه تتوفر لدينا أيضا ذخائر عنقودية وحتى الآن ولأسباب إنسانية امتنعنا عن استخدامها لكن يمكن إعادة النظر في هذا القرار”.
وأشار شويغو إلى أن النتائج الأولية للعمليات القتالية تظهر أن الموارد العسكرية لأوكرانيا قد استنفدت تقريبا وقال إن الولايات المتحدة الأميركية وتحت شعار دعم كييف تقوم بتطهير الترسانات العسكرية من شركائها في مناطق مختلفة من العالم وتعدهم بإمدادات تفضيلية من المعدات غربية الصنع في المقابل.
وأضاف أنه “في الواقع يتم تطهير سوق منتجات المجمع الصناعي العسكري الأميركي ,ومع ذلك ,سيتعين على الشركاء دفع الكثير من المال للولايات المتحدة للحصول على أسلحة جديدة والموافقة على الحد من السيادة في المجال الأمني”.
ولفت إلى أن نظام كييف يستخدم المنشآت المدنية لإيواء القوات والمعدات منذ الأيام الأولى للصراع.

التالي