الثورة – غصون سليمان:
بعيداً عن الهموم والمشكلات، وألوان العتب واللوم، ونبش الوجع من أطرافه المختلفة يبقى للخامس عشر من شهر آب رحيق الزهر في نفوس المتعبين وعطر الحروف في مدونات الوطن على مدى سنوات طوال.
فالعمل الصحفي والإعلامي لا يختصر بيوم ومناسبة وذكرى، فهو الشاهد الحق على جدار الأزمنة، ونبراس الحبر الحقيقي على تفاصيل يومية متجددة يتابعها الصحفي والإعلامي بدمه وعرقه قبل حبره..
ولعل احتفال الأسرة الإعلامية السورية كل على طريقته ومن موقعه بحفل استقبال دليل عافية وإن لم ترق هذه العبارة للبعض..
فالمزايا كثيرة في يوم اللقاء الذي دعا إليه فرع دمشق لاتحاد الصحفيين، حين تقابل أجيال مهنة المتاعب بأعمارهم المختلفة بدءاً من شجرة العطاء التي ظللت الكثيرين بفيئها وهي المؤسسات الإعلامية إلى براعم الزهور الواعدة..
في الوكالة الأم سانا كان لدفء الحضور ولهفة اللقاء أمس موسم فرح بين الزملاء والزميلات من متقاعدين ومتقاعدات ومن هم، وهن، على رأس عملهم.. لقاءات صحفية، أحاديث ودية، أشخاص تراهم وتتعرف عليهم لأول مرة يتهيبون أعتاب سلم الصحافة لينطلقوا بعدها إلى ميدان العمل الواسع.
وإذا كان الاحتفال لا يخلو من بعض الكلام الرسمي فقد أراده رئيس اتحاد الصحفيين موسى عبد النور أن يكون حديثاً من القلب إلى القلب مهنئاً ومباركاً لأصحاب القلم عيد الصحافة السورية وهي تحتفل في أعرق مؤسسة إعلامية الوكالة العربية السورية للأنباء سانا التي ما زالت تحافظ على عراقتها وأصالتها وتقاليدها وقد خرجت العديد من القامات الإعلامية الكبيرة التي أخذت مكانها سواء على صعيد هذه المؤسسة أو المؤسسات الأخرى، لافتاً إلى أنه عندما يقدم أي زميل في الإذاعة والتلفزيون برنامجاً ما يذكر اسمه بينما في الوكالة الأم يكتب اسم” دمشق – سانا” ما يعني أن هناك جنوداً اعلاميين مجهولين يقدمون هذه المؤسسة بأفضل صورة وأحسن تقويم لهذا العمل المخلص والجاد.
فالوكالة هي مدرسة حقيقية، وجميعنا يعلم تقنية هذه المؤسسة التي تحافظ على التقاليد وتخرج الأجيال والكوادر وفق الأصول الإعلامية.
وبين رئيس الاتحاد كيف أن إعلاميي وصحفيي الوكالة وصحفيي بقية المؤسسات الإعلامية كانوا بالمقدمة في الدفاع عن سورية عبر فضح التزييف والكذب والتضليل من خلال الكلمة والصورة ومن أجل ذلك قدمت العديد من الشهداء والجرحى وكان آخرها مراسل قناة سما الزميل الشهيد فراس الأحمد، والزميل محمد الصغير المعتقل للعام الخامس من قبل ميليشيا قسد الانفصالية.
مستعدون لتقديم الأفضل:
وأكد عبد النور أننا مستعدون كإعلاميين لتقديم ما هو مطلوب منا بالجانب الوطني والمهني في الدفاع عن الرسالة الإعلامية وعن المبادىء الصحفية الأساسية، خاصة وأن الوطن ما زال في قلب المعركة والحرب تتجدد بأشكال مختلفة، لافتاً لما يجري من إرهاب واحتلال في الشمال والشرق والجنوب السوري، وما يجري أيضاً عبر وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي في ظل الحصار الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب.
نحن بحاجة أكثر لأن نتماسك إعلامياً عبارة أكد عليها رئيس الاتحاد ورغم كل ما تتعرض له هذه المؤسسات من ضغط وحصار لن نفرط بأي مبدأ من مبادئنا فيما يتعلق بالدفاع عن الوطن.
وفيما يخص الاتحاد وما يقدمه وما هي النتائج التي حققها أو التي حققها المكتب التنفيذي بعد لقائه السيد الرئيس بشار الأسد، أشار إلى أن ما تحقق هو أن مؤسسة الرئاسة سددت القرض بمبلغ ٣٥٦ مليون ليرة إلى المصرف العقاري حفاظاً على الفندق الذي يملكه الاتحاد في الحسكة وهو تحت سيطرة ميليشيا قسد الانفصالية. ويتابع الاتحاد ما يتعلق بطبيعة العمل إلى جانب ما يتعلق بتعديل المرسوم التشريعي رقم ٤٤ لعام ٢٠٠١ لرفع نسبة حصة التقاعد إلى ٤% بدلاً من ٢% منوهاً أن المشروع أعد من وزارة الإعلام وأصبح الآن في مجلس الوزراء كي يأخذ طريقه للإصدار مع متابعة طبيعة العمل، مبيناً أن التلكؤ الحاصل في الجانب ربما للإجراءات الإدارية في الوزارة.
كما أعلن عن استثمار مبنى الاتحاد إذ يحاول الاتحاد أن يجد طريقة ليكون الاستثمار مجزياً بما ينعكس إيجاباً على الخدمات المقدمة للزملاء على الصعيد المادي.
بعض التفاؤل
وزف رئيس الاتحاد بعض التفاؤل من أنه خلال الأشهر المقبلة سوف تتحقق على الأقل بعض مما كان يطالب به الاتحاد لسنوات طويلة.
وعلى الصعيد الخارجي ذكر بأن العلاقات مع الاتحاد الدولي للصحفيين قوية وهناك برامج مشتركة للتعاون والتدريب وخاصة في مجال السلامة المهنية، حيث المدربة المعتمدة في هذا الجانب السيدة تهامة السعدي من وكالة سانا، ووصف العلاقة مع الاتحاد الدولي للصحفيين العرب بأنها ممتازة، وهناك اتحاد آخر ونحن أعضاء في المكتب التنفيذي له وهو اتحاد صحفيي آسيا والمحيط الهادي، حيث تجري اجتماعات متواصلة لإطلاق برامج عمل مشتركة.
*الدور المهني والوطني:
الزميلة رائدة وقاف عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين هنأت زملاء المهنة في عيدهم وهم الأكثر نضجاً وعطاء مع التأكيد على الدور المهني والوطني والإنساني الهام الذي قامت به الصحافة السورية ونجومها من الصحفيين والصحفيات الذين تابعوا العمل في جميع الظروف المحفوفة بالمخاطر والصعوبات، وسط هذه الحرب الإرهابية المركبة على سورية والتي استهدفت قبل كل شيء القناعات، والعقل، والمجتمع، والكلمة الحرة، والإعلام.
وقالت وقاف أعتز شخصياً أنني أنتمي لهذه الأسرة الصحفية، إلى الأوائل، إلى المؤسسين، إلى أعمدة الصحافة السورية الذين تركوا لنا إرثاً كبيراً على رأسه أن الصحفي السوري لا يمكن أن يكون إلا صوتاً وطنياً في الملمات، وحين يستهدف الوطن.
وأضافت إن هناك استهدافاً كبيراً للعقل والقناعات ما يتطلب منا اليقظة خاصة وأن الصحفي له صوت واحد وجريء في مؤسسته الإعلامية، وعلى منابر التواصل الاجتماعي وفي كل الآراء، وهو صوت الوعي في المجتمع عندما تستعر الحرب وتأخذ أبعاداً أخرى أكثر شراسة.
*مدرسة إعلامية:
الزميل يوسف دحدل من الوكالة العربية السورية للأنباء الذي قضى ٣٠ عاماً مندوباً للوكالة في رئاسة الجمهورية شارك الإعلاميين احتفالهم، مذكراً انغ سانا هي أول مؤسسة إعلامية أنشئت بمرسوم رئاسي بعد ثورة الثامن من آذار وهي اليوم مدرسة إعلامية عريقة، وتعتبر المزود الإعلامي لكل المؤسسات الإعلامية في سورية والعالم.. فهي ولادة باستمرار للكفاءات الإعلامية.
*أمناء على أداء الواجب:
محمود وسوف رئيس فرع دمشق لاتحاد الصحفيين أشار إلى أهمية هذه المناسبة ومعناها الوطني والعاطفي والوجداني في عقل وقلوب الصحفيين الذين كانوا وما زالوا في معظمهم أوفياء للرسالة الإعلامية، وأمناء على أداء الواجب في كل الظروف المختلفة، مكبراً التضحيات التي قدمها شهداء الإعلام في ميادين العمل على امتداد جغرافية الوطن وكان آخرها الزميل مراسل قناة سما الشهيد فراس الأحمد الذي استهدفته أدوات الارهاب في مدينة درعا.
ودعا وسوف الجيل الجديد من خريجي الإعلام متابعة هموم الوطن والمواطن والبناء المستمر على هرم عطاءات الصحافة السورية والتي لا يمكن لأحد أن ينكر ما قدمته أجيال الصحافة المتعاقبة مع تباين الظروف والتي لم تكن مفروشة بالورود.