الثورة-ديب علي حسن:
كل ساعة تتكشف حقائق كثيرة عما خططت له دول الغرب ضد الوطن العربي ولا سيما سورية.. ورأس المخططين واشنطن التي لم تترك وسيلة إلا واستخدمتها وعملت بصمت وسرية من خلال مراكز أبحاثها على الوصول إلى كل الثغرات الثقافية والفكرية والاجتماعية وكان الإعلام بوسائله الحديثة الطريق إلى ذلك..
الآن وبعد مضي عقد من الزمن وأكثر على ما أسموه كذباً (ربيع عربي) تتكشف وثائق ومعطيات مهمة..
هنا نشير إلى كتاب أرابيسك أمريكي الذي صدر منذ فترة من الزمن كان قد وضع الخطوط العريضة وأشار إلى سطوة وسائل الإعلام المعادية.
اليوم يعود المؤلف إلى الذهاب أكثر في كتابه وتحديث معطياته فقد صدر الكتاب
حديثاً عن “المشروع الوطني للترجمة” وضمن سلسلة “الكتاب الإلكتروني” تحت عنوان (الدولار العربي)، تأليف: أحمد بن سعدة. ترجمة: غادة توفيق الأشقر.
يسلط هذا الكتاب الضوء على تورط الإدارة الأمريكية في الإعداد لثورات ما أطلق عليه “الربيع العربي” تخطيطاً وتجنيداً وتمويلاً. تكشف ذلك وثائق ويكليكس، التي تحتجز بريطانيا مدير موقعها أسانج في سجونها بانتظار ترحيله إلى الولايات المتحدة لمحاكمته بتهمة إفشاء أسرار الدولة.
يظهر تحليل وثائق ويكليكس آلية عمل هؤلاء الذين تجندهم الولايات المتحدة للعمل من خلال وسائط التواصل الاجتماعي، على غرار ما حدث في أثناء الثورات الملونة في أوروبا الشرقية وبلدان أخرى، حيث دُرّب هؤلاء الناشطون وفقاً لنظريات جين شارب في العلوم السياسية، قبل اندلاع أعمال الفوضى في تلك البلدان وبلداننا بوقت طويل.
تلفيق وتضليل:
في الفصل الذي خصصه للحديث عن الحرب على سورية يقول المؤلف: لم يخل (الربيع السوري) من الكذب الإعلامي والمحلات الدعائية ثم توثيق العديد من حالات التلاعب بالمعلومات وعدم الالتزام بأدبيات الصحافة من قبل عالم المدونين لنأخذ على سبيل المثال حالة ما سمي المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو هيئة مقرها بريطانيا العظمى.
وصف فاتريس بالانش مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الخاصة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط هذا المرصد الذي أسسه رامي عبد الرحمن (واسمه الحقيقي أسامة سليمان) وهو سوري يعيش في هذا البلد بأنه أداة للحملات الدعائية وفيما يلي بعض الأمثلة والشروحات.
تضخيم خسائر الجيش السوري كي يصدق الناس أن هناك حالة فوضى عارمة في حين أن هذا لا يمت إلى الحقيقة بصلة.
المشكلة أنه ليس هناك من يستفهم عن مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان وعن طريقته في نقل الأحداث.
هناك تحيز من قبل أغلبية وسائل الإعلام في فرنسا والولايات المتحدة التي وقفت إلى جانب الإرهاب.
في أيام عدة وضع المرصد الذي حل محل وسائل الإعلام الغربية والرأي العام في حالة استنفار من أجل باباعمرو في حمص لكنه لم يذكر قط عمليات الابتزاز والقتل التي مارستها المجموعات المسلحة ضد معارضيها في المنطقة.
ثمة مثال آخر جدير بالاهتمام وهو المدونة التي تحمل عنوان فتاة شاذة في دمشق أنشأتها أمينة عبد الله عارف شابة سورية سحاقية لاقت نجاحاً باهراً على الشبكة العنكبوتية.
تابع كتاباته آلاف الأشخاص في الغرب في أشهر عدة من ومن مختلف أنحاء العالم وتناوبت الصحافة العالمية على نشر شهاداتها بشكل منتظم على شبكة الانترنيت كرست لها بعض وسائل الإعلام المهمة مثل ال سي إن إن تقارير دون أن تلتقيها أبداً في ١١ حزيران من العام ٢٠١١ شاع النبأ أمينة لم تكن موجودة قط والمدونة أنشأها شخص يدعى توم ماك ماستر طالب أميركي يعيش في اسكتلندا.
الكتاب يفضح سطوة المال والإعلام الغربي وتضليله ومع ذلك ما زال البعض يمضي في ركبه.
كتاب (الدولار العربي)، تأليف: أحمد بن سعدة. ترجمة: غادة توفيق الأشقر. صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2023.
ويمكن لمن يود قراءة الكتاب كاملاً الدخول إلى موقع الهيئة العامة السورية للكتاب/الكتاب الإلكتروني عبر الرابط التالي: