عبارات متكررة متململة متأففة من انشغالات حياتية يطلقها الآباء بوجه أبنائهم، يصرحون فيها عن عدم امتلاكهم الوقت والقدرة على الخوض معهم بمناقشة يعتقدون أنها عقيمة لا جدوى منها، لأنهم يعتبرون رأيهم صحيحاً ويفرضونه بقوة، وهم أدرى بشؤونهم الدراسية والمهنية والمستقبلية.
انقطاع خطوط الاتصال في الأسرة ترغم الأبناء على الصمت وعدم البوح بأحاسيسهم ومشكلاتهم وتساؤلاتهم لآباء غيرمستعدين للإصغاء، وبالتالي اللجوء إلى آذان الآخرين من أصدقاء وأقرباء وأولاد الجيران ..وإلى الشاشة الزرقاء التي تلبي حاجتهم للحصول على ما يريدون من معلومة أو معرفة بضغطة زر واحدة، وتتحدد فائدتها بشروط تفرضها قدرتهم على التحقق من مصدر المعلومات وربما يصعب عليهم ذلك في غياب متابعة الأسرة.
عندما يعجز الآباء عن تأمين احتياجات الأبناء ومواجهتهم بالقهر والقمع، فإن ذلك سينعكس سلباً على تكيفهم وعلى مفهومهم حول ذواتهم وتقديرهم لأنفسهم ومواقفهم من المجتمع والآخرين.
فن الإصغاء ..مهارة حياتية يجب على الآباء امتلاكها ليعرفوا ويتعرفوا على أولادهم ويحسنوا تنمية مهاراتهم وإمكانياتهم، ويعززوا ثقتهم بنفسهم وإتاحة الفرصة لهم لخوض تجارب حياتية تجعلهم أكثر نضجاً وقدرة على تحمل المسؤولية.