العنف في السينما” وجدلية الحد منها أو ممارستها

الثورة – رفاه الدروبي:

تفاعل جمهور المركز الثقافي في أبي رمانة حول ندوة “العنف في السينما” كانت بمشاركة جورج بشارة والمخرج هشام فرعون امتدَّ زمنها لما يقارب الساعتين من النقاش المتواصل والحوار.
مدير دار الفنون جورج بشارة بدأ حديثه مُعَرِّفاً العنف بأنَّه كلّ ظاهرة فيها قسوة على الفرد وتجاوز لحقٍّ من حقوقه، مُقدِّماً أمثله عليه كالإيذاء البدني والشروع بالقتل وضرب وخنق وإيذاء نفسي وعاطفي، والتهديد، إضافة إلى الإيذاء الجنسي، منتقلاً إلى أسبابه وعوامله بأنَّها تعود إلى عوامل اقتصادية واجتماعية في ظلِّ غياب أو تفكك الأسرة نتيجة القلة المادية أدَّت إلى غياب القيم الأسروية والروحية.
وأضاف بأنَّ تأثير الفرد والمجتمع سواء أكان معنّفاً أم قائماً بالفعل يصبح لديه عدم القدرة على التواصل مع المحيط الخارجي، ويعتبر تهديداً للقيم والحقوق والعدالة والمساواة وسلب الحقوق الطبيعية وأهمّها حق الفرد بالشعور بالأمان، لافتاً إلى نوعين: البدني والنفسي أو العاطفي ويبدو بالتهديد والتخويف اللفظي والسخرية والكلام المسيء.
أمَّا كيفية الحدِّ منه فهناك عدة عوامل يكون بالوعي، وتكريس القيم الروحية والأخلاقية والتشريعات الناظمة، وتعزيز الدور الإعلاني والأعمال الدرامية لمحاربة الظاهرة، وعدم البحث عن مشاهد “الأكشن” العنيفة والمقززة تصبح مشجِّعة له بدلاً من الحد منها والهدف إحراز مكاسب لتحقيق الربح المادي.
مدير دار الفنون ذكر أنَّ الحالة الثالثة للحد منه تكون بتفريغ الطاقات السلبية لدى الأشخاص أو حالات فرط النشاط الطبيعي، والعمل على تفريغ الشحنات لدى بعض الأفراد والأطفال بممارسة الرياضة والصيد، وتعزيز قيم العمل الجماعي والتعاون بين الناس، إضافة إلى تحقيق العدالة والمساواة لدى أفراد الأسرة، وعدم التمييز بين الأولاد حتى لايصبح الشعور الاضطهادي سائداً داخل الشخص العنيف وينطبق على كل المجالات؛ ولايمكن الابتعاد عن مشاهد العنف لكن لانبرّره بل يكون بضرورة تحسين الواقع الاجتماعي للأسرة، والقضاء على البطالة والفقر، وتعزيز الحوار للحصول على العقود التوافقية. ونهاية المطاف طرح جدلية بسيطة تطرح إمَّا الحدَّ منه أو ممارسة العنف المضاد أو مقابلة الإساءة بمثلها أو بالتسامح؟
بدوره رئيس قسم السينما في دار الفنون المخرج هشام فرعون استهلَّ حديثه بأنَّ الحالة الاجتماعية على أرض الواقع تقول بمدى حاجتنا إلى ندوات وإعداد برامج لكن لابدَّ من جهود كثيرة للحدِّ من العنف بعد انتشار ظاهرته في السينما العالمية، وتوجُّه الجيل الشاب لمتابعتها كانت واضحة بمقولة المخرج كوينتن جيروم تارانتينو: “أنا لااعتذر عن العنف في أفلامي أنا أحب العنف في الأفلام لكنني أمقته في الواقع. نعم يمكنك وصف أفلام بأنَّها متعطشة للدماء لكن من حيث أراها أعتقد أنَّ الأمر لايتعلق بالعنف قدر تعلقه بمبدأ شهير في الروايات المصوّرة وهو يمكن لأي شيء أن يحدث لشخصياتي” المخرج السينمائي فرعون رأى بأنَّه مخرج مهم جداً ويعمل في مجال علم النفس محللاً مقولته بأنَّ العنف متأصِّل في النفس البشرية وحاجة شعورية وأحد غرائز الإنسان لكن الخطورة ليست فيه دائماً وإنَّما في سلوكه، معتبراً إياه موضوعاً شائكاً في ظل انتشار ظاهرته في الأفلام ماينعكس على الواقع ويؤدي إلى حالات عنيفة وردود فعل سيئة وقابل للتقليد والمحاكاة ويبني سلوكاً حسب مدركات الإنسان والطفل.
من جهته بيَّن أنَّه رغم وجود حلول بديلة لكنَّهم استسهلوه، وكانت أفلام ماقبل الحرب العالمية الثانية  تحترم سلوكية الإنسان؛ فيما ولدت صراعاً معيناً بعد الحرب مع انتشار الجوع والفقر تلقفته السينما لأنَّها وسيلة ترفيهية، وأهمّها سلسلة الأفلام الشهيرة لرامبو وجورج برنارد شو، فتناولتها بشكل مبالغ بالمشاهد العنيفة، وأصبح المراهقون يُقلِّدونها نتيجة تأثيرات السينما، خاتماً حديثه عن كيفية الحد منها عبر وضع ضوابط اجتماعية للتمتُّع بالمشاهد السينمائية والإشارة إلى العنيفة منها بالترميز.

آخر الأخبار
أول ظهور لميسي مع برشلونة… 21 عاماً من الإنجازات المذهلة  بيلوفسكي الفائز بسباق أرامكو للفورمولا (4)  خطة لتمكين الشباب بدرعا وبناء مستقبلهم   الألعاب الشتويّة (2026) بنكهة إيطاليّة خالصة  سوريا في قمة عدم الانحياز بأوغندا.. تعزيز التعددية ورفض التدخلات الخارجية   ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في  طرطوس..  والريف محروم    "حظر الأسلحة الكيميائية"  تعتمد قراراً لتسريع إغلاق الملف الكيميائي السوري  عبدي يتحدث عن لقائه الشرع والتوصل لاتفاق لدمج "قسد" في الجيش السوري  نهائي بطولة الملوك الستة.. سينر وألكاراز يجددان صدامهما في الرياض تأهيل مدارس وشوارع "الغارية الغربية" في درعا على نفقة متبرع  قراءة في العلاقات السورية – الروسية بعد  سقوط النظام المخلوع  هل أنهى ترامب الحرب بغزة حقاً؟  بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية  حادثة "التسريب".. خرق للأعراف أم محاولة للتشويش على التقارب السوري- اللبناني؟ ارتقاء أربعة من حراس المنشآت النفطية في استهداف إرهابي بدير الزور ترامب يوافق على عمليات استخبارية ضد كراكاس وفنزويلا تستهجن حرب أوكرانيا..هل سببت بتراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟  قطر الخيرية تطلق مشروعاً لترميم وبناء مساجد بريف دمشق الشرع يحدد العلاقات السورية - الروسية وفقاً للسيادة الوطنية "الأونروا": "إسرائيل" لم تسمح حتى الآن بإدخال المساعدات إلى غزة