الثورة -فاتن دعبول:
لا يمكن أن يذكر الخيال العلمي ورواده دون أن يتبادر إلى الذهن واحد من رواد الخيال العلمي الأوائل وهو الدكتور طالب عمران الذي أخلص لهذا النوع من الأدب.
ورغم أن الدكتوراه التي يحملها كانت في اختصاص الهندسة التفاضلية والفلك إلا أنه وجد ضالته بداية في الأعمال المسرحية،فكتب عددا منها بعضها كان له الحظ في العرض والبعض الآخر لم يشأ عمران أن يعرضها لقناعته بأن الجمهور ينتظر من العروض المسرحية ما يدعوه للتفاؤل والمشكلة على حد قوله أن كتاباته جميعها لا تحمل هذا البريق من الأمل والعناوين تشي بذلك.
ومن هذه المسرحيات “مساحات للظلمة، ثقب في جدار الزمن، الأزمان المظلمة” ويقول لا أدري كيف يسكن كل هذا التشاؤم في داخلي، لذلك ترك المسرح وتوجه إلى الكتابة في الخيال العلمي، وأكثر ما كان يرعبه أن ما كان يكتبه كان يتحول بمرور الزمن إلى حقيقة بطريقة أو بأخرى.
وللخوض أكثر في عالم الخيال العلمي للدكتور طالب عمران أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب ندوة حول هذا النوع من الأدب ومدى استشرافه للمستقبل.
وقد بدأ د. طالب عمران الحديث عن بداية الخلق وكيف أوتي سيدنا آدم المعرفة كلها، وعندما طلب إلى الملائكة أن يسجدوا لآدم كان المقصود السجود لعالم المعرفة الكونية، فالإنسان برأيه مفطور على العقل والتفكير وكلما زادت مساحة إعمال العقل اقترب الإنسان من الإبداع في مجالات عديدة “فنية،أدبية، علمية”
فالدماغ البشري يحوي أكثر من ١٣٠ مليار خلية ولم يستطع الإنسان أن يستخدم إلا جزءا يسيرا منها، لأنه لا يمكن استخدام الخلايا جميعها، فقط المبدعون يستخدمون مساحة تفوق غيرهم.
وبين أن الخيال هو مرآة العقل وهو بوابة الإبداع، وهذا يتضح من تطور البشرية من مجتمع بدائي يعيش في بيئة ضيقة لاتتجاوز الكهف أو الشجرة إلى مجتمع زراعي ومن ثم مجتمع صناعي، وفي المجتمع الصناعي بدأ العقل البشري ينتج اختراعات بعضها توجه لخير البشرية كالعقاقير الطبية والأدوات الزراعية وبعضها الآخر توجه إلى طريق الشر عن طريق اختراعه للمنجنيق والبارود والأشياء المدمرة التي تسعى إلى قتل الإنسان وطمس معالم مدن بأكملها.
وفي استشرافه للمستقبل يقر بأن نظرته لا تدعو للتفاؤل فكل المعطيات تشي بمستقبل قاتم للشعوب، لأن أمريكا تشكل القوة العظمى التي تحكم الشعوب بشكل أو بآخر، وتاريخها الأسود يحكي عن جرائمها عندما قتلت أكثر من ١٠٠ مليون من الهنود ودمرت العديد من الحضارات ومنها حضارة” الإنكا” واستقدمت العبيد عن طريق صيادي العبيد الذين شكلوا مجموعات لجلب العبيد من إفريقيا وتعرضوا لأقسى أنواع المعاملة والتعذيب، حتى جاء لينكون وحررهم ليصبحوا جزءا من الشعب الأمريكي.
ومع ذلك فالمواطن الأمريكي ليس بحال أفضل لأنه يتعرض للعديد من التجارب العلمية وخصوصا في نشر أنواع من الفيروسات، هذا إلى جانب أنه يعمل منذ الصباح الباكر إلى المساء ويتناول الوجبات السريعة التي تؤدي إلى السمنة ومن ثم ضعف المناعة ويؤكد ذلك أن أكثر ضحايا الكورونا كانوا من الأمريكان.
وبنظرة سوداوية يقول: نحن اليوم نطل على عالم غريب جدا، لا يمكن أن نستشرف خفاياه، لأن هذه الخفايا مرتبطة بجماعات وتجمعات سرية غريبة لا نعرف عنها شيئا مع أنها موجودة بيننا وخصوصا الماسونية التي ينضم إليها الكثير من حكام العالم.
وما يحدث في الكوكب كله يسير نحو المجهول، وما أراه لا يدعو إلى التفاؤل بل فيه الكثير من السوداوية، ويمكن اختصار الحديث بمقولة: “أن البشرية ربما لن تخرج من أزماتها سليمة”.
وليس بعيدا ما نعيشه من تغير في البيئة وارتفاع درجات الحرارة الصنعي، فالارتفاع في الحرارة ليس من صنع الطبيعة، بل البيئة تتعرض لتخريب غير عادي باتجاهات مختلفة من تلوث للمياه وخصوصا مياه البحار، ففي كل عام ينفق على الأقل مليونان من الأسماك وكذلك الدلافين التي تتناول فضلات الناس فتموت.
ونحن اليوم في مرحلة” المليار الذهبي” أي يجب أن يكون عدد سكان العالم هذا المليار .
فالإنسان يدمر كوكبه للوصول إلى مرحلة المليار الذهبي وذلك عن طريق نشر الفيروسات المصنعة ونشر الأمراض بشكل غير عادي.
وفي نهاية المحاضرة شارك الحضور بالنقاش الذي أغنى وأثرى الندوة.
