“يجب أن نخاطر، فلن نستوعب معجزة الحياة إلا إذا سمحنا لغير المنتظر بالحدوث” مقولة لباولو كويلو، الكاتب الذي رحل مؤخراً تبدو العبارة خارجة من عمق حكمة الكاتب في عيش الحياة بطريقة غير متوقعة، في مقولة أخرى يقول “السفينة آمنة على الشاطئ، لكنها ليست من أجل ذلك صنعت”.
لطالما يحضنا الأدب على عيش حياتنا كأنها مغامرة، لا تتفادى المخاطر بل تجاوزها وكأنها لا تنتمي سوى لهذه اللحظة التي تعيشها بكل شغف، بحثاً عن التجدد، تشبه النهر في رفضه لجريان روتيني، كل لحظة قرب النهر أنت مع ماء متجدد.
حين نستسلم للروتين، لبقاء الأشياء على حالها، تتراجع ولا يهيئ لك سبل الارتقاء، لأنه معجون بالمبادرة وبالجرأة سعياً لتجاوز السائد والتفوق عليه، رهاناً نعول عليه عبر اختراق كل الحجب دون أن نفكر أننا نعجز عن تمزيقها لنرميها خلفنا وننطلق نحو أفق قوامه الانفتاح على رؤى الحياة وأهازيجها بما يفضي بنا إلى ابتكارات حتى على مستوى تفاصيل حياتنا اليومية واستمتاعنا بها.
ربما تدلنا المغامرة الحياتية على هويتنا الشخصية على أي الدروب نشكلها بعمق، وأي نرفضها منعاً لدوراننا في حيز ضيق يفضي بنا إلى اللاشيء، كأننا نشتم روائح المسك والعنبر حين نختار أن نسلك فضاءات لم نعتدها بدلاً من تكرار الأهزوجة نفسها.
العوالم الجديدة التي تفضي بها روح التجريب تجعلنا ننهل من واقع مغاير، نفككه، نفهمه وكلما اخترنا أن نستعين بعوالم ثرية كانت أغنتنا ووصلنا إلى طريق منشود يمكنه أن يقود حياتنا إلى الإقناع وإيجاد المعنى.
السابق