ريم صالح
لا تزال المعارك الدائرة في السودان تحصد المزيد من الضحايا المدنيين، وسط استمرار تبادل الاتهامات بين طرفي النزاع، وتحميل كل منهما الآخر مسؤولية انزلاق الأوضاع إلى ما هي عليه الآن.
وفي هذا السياق أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارته الحالية إلى مصر، أن (قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب كبيرة في مختلف المدن السودانية، ونهبت أموال وممتلكات المواطنين، وانتهكت حرماتهم).
وطلب البرهان من المجتمع الدولي أن ينظر إلى الحرب نظرة موضوعية، وأن يضع الأمور في نطاقها الصحيح حيث إن قوات الدعم السريع تريد الاستيلاء على السلطة وفي سبيل ذلك ارتكبوا كل الجرائم التي تعارض القانون الدولي والإنساني .
كما شدد البرهان على أن الجيش السوداني يريد أن يضع نهاية لهذه الحرب والمأساة التي حلت بالشعب السوداني، وجدد التزامه بالسعي لإقامة فترة انتقالية حقيقية تستكمل المسار الديمقراطي وتؤسس لانتخابات حرة ونزيهة يختار فيها الشعب السوداني من يمثله.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد استقبل اليوم بمدينة العلمين الجديدة عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية أن الرئيس المصري أكد خلال اللقاء موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه.
وعلى الصعيد الميداني، قُتل 39 شخصاً على الأقل في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور من جرّاء القصف الذي طال المنازل في المعارك الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من 4 أشهر، وفق ما ذكرته وكالة (فرانس برس) اليوم الثلاثاء.
وأفادت الوكالة بأنّ (سقوط قذائف على منازل المدنيين في حي السكة الحديد في نيالا أدى إلى مقتل 39 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، بينهم أسرة قُتل كل أفرادها).
ونيالا إحدى أكثر المدن التي تتركز فيها المعارك في إقليم دارفور غربي البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم نحو 48 مليون نسمة.
والأسبوع الماضي، أعلن الجيش السوداني مقتل قائد فرقة المشاة في نيالا، وأفادت الأمم المتحدة في تقرير بأنّ حدّة الاشتباكات في نيالا خلّفت منذ 11 آب (60 قتيلاً و250 جريحاً و50 ألف نازح).
هذا و قد أجبر النزاع أكثر من 4.6 ملايين شخص على الفرار، وفق أرقام الأمم المتحدة.
