الثورة- هراير جوانيان:
لا تختلف الجماهير الرياضية على أهمية الثنائي التاريخي البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي في عالم الساحرة المستديرة، بعدما حققا الكثير من الألقاب على صعيد الأندية، التي احترفا بها أو مع منتخب بلديهما.
لكن شبح التقدم في العُمر، رونالدو (38 عاماً)، ميسي (36 عاماً)، يلاحق الثنائي خلال الفترة الحالية، ما يجعل مدرب نادي النصر السعودي والمدير الفني لإنتر ميامي يعملان على إقناعهما بضرورة الجلوس على دكة البدلاء في بعض المباريات.
الجلوس على مقعد البدلاء يشكل هاجساً يلاحق الثنائي، حيث يرفضان الأمر بشكل كبير، إلا أنهما يختلفان بطريقة التعبير عن عدم رضاهما بهذا القرار، خاصة أن كريستيانو دخل في مشاكل مباشرة مع المدربين، ورحل عن أندية، فيما يوجه ميسي رسائله بشكل سري.
بداية رحلة رونالدو مع مقاعد البدلاء بدأت مع تولي زيدان إدارة الجهاز الفني لريال مدريد (الفترة الأولى)، بعدما أصبحت جماهير الملكي تشاهد البرتغالي لا يلعب في بعض المباريات، وهو أمر أثار الاستغراب حينها، لكن المدرب الفرنسي برّر حينها، بأنه يريد الحفاظ على لياقة وجاهزية كريستيانو.
وبعد رحيل رونالدو عن مدريد صيف 2018 إلى جوفنتوس، بات البرتغالي ركيزة أساسية مع الفريق الإيطالي، إلا أنه وجد نفسه في اختبار صعب للغاية، عقب عودته مرة أخرى إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي، وتولي إريك تين هاغ مسؤولية الجهاز الفني.
رونالدو انتقد بشكل مباشر قرارات تين هاغ بإجلاسه على مقاعد البدلاء، وعبّر عن غضبه، ما جعل إدارة مانشستر يونايتد تتفق على فسخ العقد بين الطرفين بالتراضي، قبل أيام قليلة من بداية بطولة كأس العالم 2022.لكن رونالدو وجد نفسه في اختبار صعب مع منتخب البرتغال في مونديال قطر، بعدما قرر المدرب فرناندو سانتوس إجلاس الأسطورة على مقاعد البدلاء في أهم مواجهة (ضد منتخب المغرب)، وحينها تابعت وسائل الإعلام علامات الغضب والحسرة على وجه الدون، الذي ودع البطولة من الباب الخلفي، دون ترك بصمته.
ومع رحيل سانتوس عن تدريب البرتغال، عاد رونالدو إلى منتخب بلاده، وشارك أساسياً في مباريات عدة، ما يعني انتصاره على معركة الجلوس على الدكة، وهو ما فعله أيضاً مع ناديه النصر، الذي كان يشرف عليه المدير الفني الفرنسي السابق رودي غارسيا.
أما ميسي، فيعد جلوسه على مقاعد البدلاء حدثاً نادراً بحد ذاته، نظراً لقيمته الفنية سواء مع الأندية التي لعب معها أو منتخب بلاده، ويوجه رسائله بشكل سري دائماً، بحسب ما ذكرته صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية.
الأرجنتيني يرفض الجلوس على مقاعد البدلاء، إلا في حال كان مصاباً أو مرهقاً، وهو أمر فعله سابقاً مع برشلونة، قبل مغادرته إلى باريس سان جيرمان ، لكنه الآن في إنتر ميامي أمام اختبار جديد، حيث بات يدخل في الشوط الثاني.
جلوس ميسي على مقاعد البدلاء جاء بعد نقاش طويل مع مدربه تاتا مارتينيو، الذي أكد أنه عمل على إقناع ميسي، بأن عليه أخذ قسط من الراحة، خاصة أنه حقق لقب مونديال 2022، وجسده مرهق بسبب عملية انتقاله من فرنسا إلى الولايات المتحدة.
عقلية الثنائي التاريخي في القرن الحادي والعشرين، تثبت أن كريستيانو رونالدو و ليونيل ميسي يرفضان تحت أي شكل من الأشكال الجلوس على الدكة، وخيار البديل لا وجود له في قاموسهما المليء بالألقاب والجوائز الفردية والجماعية.