الثورة- غصون سليمان :
تتميز أنشطة النادي الصيفي العمالي بدمشق الذي يقام كل عام من شهرآب ويضم العشرات من أبناء الطبقة العاملة بجديتها وخصوصيتها لمختلف الأعمار.
فما بين الرياضة والفن والرسم والموسيقا والتعبير والحساب الذهني والخط والشطرنج تأخذ هؤلاء في رحلة متعة وفائدة لاحدود لها مع وجود مدربين ومعلمين ورياضيين متخصصين جميعهم حسب كل موهبة ونشاط.
ومن ضمن تلك الأنشطة نسلط الضوء من خلال المدرب حسيب وهبة مدرب الجودو في النادي الصيفي والذين هم من مرحلة الصف الرابع إلى الصف التاسع على أهمية تعلم هذه اللعبة وضرورة أن يتعرف هؤلاء الأبناء على هدفها ومبادئها وقوانينها.
يشير وهبة أن العمل مع الأطفال يبدأ بشكل متدرج حسب أساسيات اللعبة بدءاً من حركة النزول على الأرض وكيف نحمي جسدنا، ففيها من المرونة ما يكفي لتجاوز اي خطأ حركي وهي توصف بأنها أكثر حماية للإنسان من لعبتي الكاراتيه والتايكوندو، لأن للعبة الجودو طريقة في آلية حركة السقوط على الأرض من الأمام والخلف والجوانب، وبالتالي تحمي كامل أجزاء الجسد فمجرد أن يعرف اللاعب كيف يلامس فنياً الأرض لم يعد هناك خوف أبداً، على عكس الرياضات الأخرى حسب رأي المدرب وهبة.
و أكد أنه لا ضرب فيها بل تعتمد على الرمي حين يكون الخصم على الأرض، بمعنى يتم النزول بطريقة فنية تجنب الطرفين الأذى أي “لايؤذي ولايؤذى”.
وبين وهبة في حديث للثورة أن مؤسسي هذه اللعبة يجتمعون بعد بطولة العالم” حكام اللعبة من كل الدول” ويقيمون اللعب التي يلعبونها بكأس العالم لمعرفة أي حركة تكمن فيها خطورة يتم إلغاؤها، فعلى سبيل المثال لا الحصر إذا كانت حركة السقوط على الرأس تشكل أذى وخطورة على اللاعب يتم استثناؤها، معللاً ذلك بأن هدف اللعبة هو السلام، ومن أجل أن يدافع الطفل عن نفسه، وبنفس الوقت ليس الهدف إيذاء الخصم إلا في حال اضطر لذلك.
وأوضح وهبة أن لعبة الجودو هدفها الأساسي بناء الجسد، وسمو الروح واحترام الآخر، فالذين أسسوا اللعبة وضعوا مبادىء أخلاقية منها احترام الآخر كما ذكرنا وهذا ما يفسره موضوع التحية، فقبل أن يبدأ الأشخاص باللعب يبدأ المرء بتحية المدرب، كما يحيي البساط والخصم قبل أن يدخل وقبل أن يخرج.
المدرب وهبة ذكر أيضاً أن الجودو باختصار على عكس الرياضات الأخرى، تعتمد مبدأ الثقة بالنفس وكيفية احترام الآخر.
إضافة إلى أنه كل عام يطرأ شيء جديد على قوانين لعبة الجودو بحيث تصبح رياضة تجمع متعة الفائدة والأخلاق.