يمن سليمان عباس:
عرف تاريخ الآداب العالمية الكثير من الأعمال التي تحولت مع الزمن إلى أيقونات لا يمكن للقارئ إلا أن يقف عندها .
ومن هذه الأعمال دون كيشوت لمؤلفها سرفانتس وعلى الرغم من أن البعض يرى أن جذورها تعود إلى حكاية شعبية من المغرب العربي انتقلت مشافهة إلى اسبانيا لكن جمال الرواية جعل البحث في هذه القضية ثانويا.ترجمت عدة مرات إلى العربية .وجديد ترجمتها هذه المرة صدر عن الهيئة العامة للكتاب تحت عنوان
قصة (دون كيشوت)، عن رواية ميغيل دي سيرفانتس، ترجمة: د. هاشم حمادي.
تصف هذه الحكاية المقتبسة عن رواية الكاتب الإسباني الكبير “ميغيل دي سيرفانتس”، التي تحمل العنوان نفسه، مغامرات دون كيشوت وتابعه (حامل سلاحه) سانشو بانسا، ويا لها من مغامرات!
مبارزة الطواحين الهوائية، المعركة مع البغّالة، معركة الخان، تحرير المحكومين بالأشغال الشاقة…
يسخر الكاتب من فروسية دون كيشوت المجنونة، لكنه يتعاطف مع مآثره الفردية، ويشاطره أفكاره السامية عن الشرف والعدل والدفاع عن البؤساء والضعفاء الذين ضامهم الأقوياء.
شهادات
ومن المفيد أن نقدم هنا بعض الشهادات العالمية على خلود هذه الرواية فقد أوردت الموسوعة الحرة أنه
وفي عام 2002، وبناء على طلب هيئة الكتب النرويجية فقد تم عمل قائمة بأفضل الأعمال الأدبية على مر العصور بتصويت مئة كاتب من الكتاب العمالقة من أربعة وخمسين دولة مختلفة. وظهرت الأعمال مرتبة ترتيبًا أبجديًا دون غلبة لعمل على آخر، ولكن باستثناء وحيد كان لصالح رواية دون كيخوتي التي تصدرت القائمة باعتبارها أفضل عمل أدبي تم كتابته في التاريخ في ذلك الوقت. وتعد الرواية واحدة من أكثر الكتب التي تم نشرها وترجمتها على مر التاريخ.
تدور أحداث الرواية حول شخصية ألونسو كيخانو، رجل نبيل قارب الخمسين من العمر يقيم في قرية في إقليم لامانتشا، وكان مولعًا بقراءة كتب الفروسية والشهامة بشكل كبير. وكان بدوره يصدق كل كلمة من هذه الكتب على الرغم من أحداثها غير الواقعية على الإطلاق. فقد ألونسو عقله من قلة النوم والطعام وكثرة القراءة وقرر أن يترك منزله وعاداته وتقاليده ويشد الرحال كفارس شهم يبحث عن مغامرة تنتظره، بسبب تأثره بقراءة كتب الفرسان الجوالين، وأخذ يتجول عبر البلاد حاملًا درعًا قديمة ومرتديًا خوذة بالية مع حصانه الضعيف روسينانتي حتى أصبح يحمل لقب دون كيخوتي دي لا مانتشا، ووُصف بـ فارس الظل الحزين. وبمساعدة خياله الفياض كان يحول كل العالم الحقيقي المحيط به، فهو يغير طريقته في الحديث ويتبنى عبارات قديمة بما كان يتناسب مع عصر الفرسان. فيما لعبت الأشخاص والأماكن المعروفة دورًا هي الأخرى بظهورها أمام عينيه ميدانًا خياليًا يحتاج إليه للقيام بمغامراته. وأقنع جاره البسيط سانشو بانثا بمرافقته ليكون حاملًا للدرع ومساعدًا له مقابل تعيينه حاكمًا على جزيرة وبدوره يصدقه سانشو لسذاجته. كما يحول دون كيخوتي بمغامراته الفتاة القروية جارته إلى دولثينيا، السيدة النبيلة لتكون موضع إعجابه وحبه عن بعد دون علمها.
ترجمت هذه الرواية إلى اللغة العربية في أكثر من بلد عربي وعبر عدد من دور النشر، ولم تراع كيفية نطق الاسم الصحيحة في أغلب الحالات، فبقي اسمها الأكثر انتشارًا في الوسط العربي هو دون كيشوت. وأشار بعض الباحثين واللغويين العرب مثل الدكتور جوزيف إلياس اللبناني، الذي ترجم وحقق نسخة دار العلم للملايين إلى أن التأثير الأندلسي يبدو واضحًا في الرواية، من حيث ظهور ملامح من أبطال القصص العربية والإسلامية أمثال سيف بن ذي يزن وعنترة بن شداد والظاهر بيبرس.