أسعار الفروج والبيض مستمرة صعوداً.. حبزة لـ «الثورة»: لافائدة من وعود تخفيضها ونحتاج إلى خطط وبيانات واقعية
الثورة _ رولا عيسى:
تجاوز سعر كيلو الفروج ضمن الأسواق 30ألف ليرة وصحن البيض الـ 55ألف ليرة بالتزامن مع إصدارعدد من القرارات وصفها مختصون بأنها قد تسهم في انخفاض أسعار الفروج والبيض، لكن الأمر يحتاج لوقت خاصة وأن أسعار المشتقات النفطية ارتفعت وهي أحد بنود التكلفة التي يستند إليها المربون في تسعير منتجاتهم.
الخبير الاقتصادي و أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة بيّن في حديث للثورة : أن غلاء أسعار الفروج كان متوقعاً قبل أكثر من 20 يوماً عندما تسببت موجة الحر بنفوق كميات كبيرة من قطعان الدواجن مشيراً إلى أن من المفترض أن تكون الجهات الحكومية استعدت لهذا الارتفاع من خلال شراء كميات من المربين وتخزينها ضمن برادات وبذلك تكون تدخلت على منحيين الأول لجهة المربي والثاني بالنسبة للمواطن الذي يصطدم اليوم بضعف القدرة على شراء مادة الفروج وكذلك البيض.
تحتاج وقتاً
وبين حبزة أن انخفاض أسعار الفروج والبيض تحتاج وقتاً لتعود إلى الانخفاض وهو دورة جديدة للإنتاج وتأخذ مايقارب 45يوماً حتى يصبح هناك فوج جديد من الدجاج مما يزيد العرض وبالتالي يؤدي إلى انخفاض في الأسعار منوهاً بأنه إضافة للأسباب المذكورة آنفاً، فإن ارتفاع أسعار الفروج والبيض يعود إلى ارتفاع تكاليف الانتاج على المربين ومن ضمنها حوامل الطاقة التي ارتفعت أسعارها خلال الفترة الماضية بمقدار كبير وهو بدوره يرفع من تكلفة التربية كونها تحتاج لمادة المازوت سواء للتبريد أو التدفئة في الشتاء.
حبزة أكد أهمية المراسيم والقرارات الصادرة مؤخراً في تخفيض تكاليف المربين سواء لأصحاب منشآت المداجن أو المباقر وفي مقدمتها مرسوم الإعفاء من ضريبة الدخل، وبما يسهم في تخفيض الأسعار .
الحدّ من الاحتكار
وأما بالنسبة لقرار استيراد الشعير العلفي أشار إلى أن أهمية القرار تكمن في الحد من احتكار مادة العلف من قبل القطاع الخاص وعندما تتوفر بكميات كبيرة فإنه يزداد العرض وبالتالي تنخفض حالة الاحتكار التي تتعرض له مادة الشعير العلفي نتيجة استغلال حاجة المربين.
وتساءل عن دور المؤسسة العامة للدواجن باعتبارها مؤسسة عريقة وكبيرة ،خاصة وأن انتاجها ظل لفترة طويلة جيد لكن مايحصل أنها تفتقد اليوم للدعم الحكومي في توفير مستلزمات عملية الانتاج في وقت يتطلب منها أن تلعب دور التدخل الايجابي في الأسواق لجهة توفير مادتين رئيسيتين الفروج والبيض.
متأخرة
واعتبر أمين سر جمعية حماية المستهلك أن بعض القرارات التي تصدر خاصة فيما يتعلق بتربية الدواجن وتخفيض التكاليف على المنتجين تعتبر متأخرة لأن التنبيه من تبعات ارتفاع التكاليف بدأ مبكراً لكن الاستجابة كانت بطيئة ومنها على سبيل المثال استيراد بكاكير الأبقار فقد سبق وتم طرح ذلك نتيجة ارتفاع أسعار الألبان والأجبان والتي وصلت إلى حد غير مقبول وعليه فإن منعكسات القرار تحتاج لأشهر حتى نلمس النتائج.
حلقة مفرغة
وحول الاجتماعات الحكومية المتكررة مع مربي الدواجن بغية تخفيض الأسعار رأى بأنها مجرد وعود تنتهي مع انتهاء الاجتماع ولاتتجاوز الدعوات وأما على أرض الواقع يستمر الارتفاع في أسعار الفروج والبيض، ومن هنا لابد من دراسة الواقع أولاً ومن ثم اجتراح الحلول بشكل فعلي بعد وضع مايلزم من خطط وبيانات دقيقة حول حالة وحاجة الأسواق بشكل دقيق وليس شكلياً ومالم تكن هنالك دراسات اقتصادية لمختلف القطاعات المنتجة سنبقى ندور في حلقة مفرغة ونعود إلى الإرتفاع في الأسعار.