الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
صحيح أنه عصر الرواية والسرديات الكبرى، وأن الرواية كما قال حنا مينة ديوان العصر ..وهي سجل إبداعي إنساني لا يمكن تجاوزه.
والأكثر صحة أنها اليوم تزدهر عدداً وتقل نوعاً ..لم يعد عصر الرواية الذهبي فلا نجيب محفوظ ولا حنا مينة ولا عبد الرحمن منيف ولا ماركيز أو كويللو وغيرهم.
عشرات الأسماء تملأ الساحة بصخب إعلامي وضجيج ماوراءه إلا الغبار ..كل ساعة رواية هنا وهناك ولكن دون عمق حقيقي في السرديات والموضوعات بل مجرد تهويمات وفانتازيا ليست من الحياة بشيء.
الرواية التي لا تغمس حبرها بشيء من طعم الحياة ليست إلا رصفاً للكلام العابر الذي يملأ فراغاً من البياض.
يقابل هذا لون من النقد الباهت الانطباعي السريع العابر الذي يصلح لكل لون من ألوان الأعمال الأدبية.
ومع قتامة هذا المشهد لكن لابد من التفاؤل والقول إن ثمة ولادة جديدة للإبداع الروائي قيد الإنجاز، ومتى وكيف؟ هذا متروك لظروف نضجها.
العدد 1158 – 5-9-2023