لميس عودة:
اضطلعت ميليشيا “قسد” منذ بداية الحرب الإرهابية على الشعب السوري بتنفيذ أجندات الاحتلال الأميركي في الجزيرة السورية، فأمعنت بانتهاكاتها وتعدياتها بحق أبناء الجزيرة السورية، ومارست كل طقوس البطش والترهيب والترويع، إضافة لجرائم اللصوصية ونهب ثروات السوريين وحرمانهم منها طمعا بتحقيق مشاريع انفصالية، وارتضت أن تكون خنجرا مسموما في الخاصرة الشرقية السورية، وذراعاً عدوانيا للمحتل الأميركي يتمادى ويتطاول على حقوق وأمان أهلنا في دير الزور والحسكة والقامشلي وأريافها.
فعلى زجاج الترغيب الأميركي، وعلى جمر مقاومة أبناء العشائر العربية تصر “قسد” على إكمال مسيرة ارتهانها للاحتلال الأميركي بتكثيف انتهاكاتها وجرائمها بحق أهلنا في مدن وبلدات وأرياف الجزيرة من اختطاف واعتقالات وتجنيد إجباري وسرقة موارد ومصادرة ممتلكات وحصار وتضييق على سبل معيشة أهلنا بالمنطقة الشرقية.
ويتغافل متزعمو “قسد” الذين ارتضوا الارتهان والعمالة وقدموا صكوك بيعتهم للشيطان الأميركي عن إدراك أن المحتل الأميركي لا عهد ولا ذمة له، وكثيرا ما يطعن شركاء إرهابه في مقتل تبعيتهم، ويلقي بأدواته إلى محرقة أوهامهم إذا ما انتهت صلاحيتهم الوظيفية، وأكبر دليل على ذلك أنه تخلى عن “قسد” مرات ومرات وتركهم بمفردهم في مواجهة الاعتداءات التركية، وتناسوا أيضا وقادتهم حماقاتهم بمطاردة أوهام الانفصال عن التيقن أن أبناء الجزيرة من العشائر العربية والمقاومة الشعبية لن يرتضوا بتجزئة وتفتيت وطنهم وسيتصدون لكل مؤامرات التمزيق والتقسيم ومصادرة حقوقهم ونهب ثرواتهم من قبل المحتل الأمريكي وأداة إرهابه الانفصالية، فالأرض السورية واحدة موحدة وهذا ثابت لا يتجزأ في عقيدة السوريين.
يغوص إرهابيو “قسد” اليوم أكثر في أوحال تعدياتهم المرتكبة بحق أبناء الجزيرة ويمعنون في نهب مقدرات وثروات السوريين، فهم اللصوص الذين يوكل إليهم الاحتلال الأميركي مهام سرقة النفط السوري وتهريبه، إذ يسيطر إرهابيو “قسد” على حقول النفط في الحسكة ودير الزور و يحرمون شعبنا من المشتقات النفطية التي يحتكرون عائدات سرقته والتجارة به وتهريبه إلى خارج الحدود السورية خاصة إلى شمال العراق بالتنسيق مع قوات الاحتلال الأميركي .
اليوم وفي خواتيم فصول الإرهاب الأميركي على الجغرافيا الوطنية يلهث إرهابيو “قسد” لتكريس واقع هجين مشوه على الخريطة السورية عبر توسيع رقعة تعدياتهم وفرض “وصايتهم ” بالبطش والتنكيل على مساحات أوسع من الأراضي في الشرق السوري، ومصادرة واستلاب حقوق أهلنا أبناء الجزيرة، فالنفخ العقيم لإرهابيي “قسد” في قربة الفدرلة المثقوبة هو حالهم منذ بداية الحرب الإرهابية التي استخدمتهم فيها واشنطن حطباً في أفران مصالحها.
الآثام التي ارتكبتها وترتكبها “قسد” بحق أبناء الجزيرة خاصة وبحق الشعب السوري عامة بحرمانهم من مقدرات بلادهم وعائدات ثرواتهم ونهبها مع المحتل الأميركي، سلسلة طويلة لم تنقطع حلقاتها يوما منذ أن استغل إرهابيوها حالة الحرب الإرهابية التي يتعرض لها السوريون لتمرير أجنداتهم الانفصالية.
اليوم ينتفض أبناء الجزيرة ضد جرائم “قسد” ويرفضون وصايتها ومخططاتها الانفصالية ويستعيدون تباعا البلدات التي سيطرت عليها تلك الميليشيا بقوة الحديد والنار وبدعم من الاحتلال الأميركي.
شرارة المقاومة التي أوقدها شرفاء العشائر العربية ضد هيمنة “قسد” ومشاريعها التفتيتية ستغدو نار مقاومة شعبية عارمة لن تحرق فقط أوهام الكانتون الانفصالي بل ستمتد ليكتوي بلظاها المحتل الأمريكي في قواعد إرهابه ولصوصيته، فلتستمر اذاً “قسد” بالانتحار المعلن على تخوم الأطماع الأميركية بانتظار اندحارها القريب هي ومشغلها المحتل الأميركي عن الأرض السورية.