مشاركون بندوة سياسية حول الجولان المحتل: بعزيمة أهلنا وإصرارهم فشلت مشاريع “التوربينات الهوائية” ومخططات الاستيطان
الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
بحضور المهندس معتز أبو النصر جمران محافظ القنيطرة، أقامت جامعة الأمة العربية فعالية سياسية أمس في دار الجولان للثقافة والفنون، تحت عنوان “الجولان مخرز في عيون الطامعين.. الصمود ثقافة وعقيدة ” تحدث فيها عدد من المحللين والسياسيين ودار خلالها حوار فكري وسياسي بين وفد الجامعة وممثلين عن أهالي الجولان من الفعاليات الحزبية والنقابية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، وبحضور مسؤولين في الحزب والمحافظة.
محافظ القنيطرة: الجولان كان ولايزال أرض الصمود والمقاومة
وقد رحب المحافظ بوفد الجامعة برئاسة الدكتورة هالة الأسعد الأمين العام لجامعة الأمة العربية، والذي ضم قامات وطنية سياسية وثقافية واجتماعية، مؤكداً أن تخصيص فعالية على أرض الجولان الحبيب تعبير عن المواقف الوطنية الثابتة لسورية الرافضة الخنوع والذل والتبعية للمحتل ومخططاته في الهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعوب.
وأكد المحافظ أن الجولان كان ولايزال أرض الصمود والمقاومة وأرض البطولات التي سطر عليها شعبنا على مر التاريخ أعظم ملاحم البطولة والفداء، لاسيما ملحمة تشرين التحرير التي سطرها جيشنا الباسل في مقاومة الاحتلال الصهيوني، وقدم خلالها رجال الجيش العربي السوري ورجال الأمة العربية الذين شاركوا في حرب تشرين التحريرية ووقفوا في خندق واحد للدفاع عن سورية وشرف الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.
الدكتور أبو صالح: أهلنا في الجولان المحتل بعزيمتهم وإصرارهم أفشلوا المخططات الإسرائيلية
من جهته، أكّد الباحث والمحلل السياسي الدكتور سمير أبو صالح أن الفشل الإسرائيلي – الأميركي بدأ يظهر شيئاً فشيئاً، خصوصاً في الجولان، وأشار إلى أن الكيان الإسرائيلي هو العدو الأول لنا، مؤكداً أن الشعب السوري بدأ يحقّق الحلم الأكبر بدحر المؤامرة التي استهدفت سورية.
ونوه الدكتور أبو صالح بأن السياسات الإسرائيلية التعسفية في الجولان المحتل منذ بداية الاحتلال وحتى اليوم والأطماع الصهيونية بالجولان والمشروع الإسرائيلي التهويدي لن تحول بين الجولان المحتل والوطن، لافتاً إلى أن أبناء الجولان في قراهم المحتلة واجهوا منذ الأيام الأولى الاحتلال وحافظوا على هويتهم العربية السورية.
وأكد الدكتور أبو صالح أن أهلنا في الجولان السوري المحتل أثبتوا بعزيمتهم وإصرارهم والتضحيات التي قدموها إفشال مشروع “التوربينات الهوائية” الصهيوني الهادف للسيطرة على أراضيهم، مؤكدين أنهم شعب حي لا تخيفه التهديدات وهو مستعد للمضي في حربه مع المحتل إلى أبعد مدى، وقال: إن هذه المواقف أعادت إلى الذاكرة انتفاضات الجولانيين المستمرة عند كل مفصل خطير يحاول العدو الصهيوني من خلاله تكريس هيمنته واحتلاله.
الدكتور حسن: أبناء الجولان على ثقة كبيرة بقدرة الجيش على النصر
وأكد الباحث والمحلل السياسي اللواء الدكتور حسن أحمد حسن على أهمية مقاومة وصمود أبناء الجولان المحتل الذين رفضوا الهوية وأنهم متمسكون بأرضهم ومتشبثون بهويتهم السورية ورافعون علمهم الوطني، علم الجمهورية العربية السورية، واختاروا المقاومة خياراً لهم لتحرير الأرض والإنسان، وأشار إلى أن أبناء الجولان على ثقة كبيرة وإيمان مطلق بقدرة الجيش العربي السوري وقيادة السيد الرئيس بشار الأسد بأن النصر سيكون حليف سورية نحو تحرير الجولان وعودته إلى الوطن الأم سورية.
وذكر الدكتور حسن ببطولات جيشنا الباسل في حرب تشرين التحريرية وكيف استطاع أن يحرر مرصد جبل الشيخ ويصمد وحيداً خلال حرب الاستنزاف، وأن معاركه لا تزال تدرس في الكليات العسكرية، ونوه بأهمية البيئة الشعبية الحاضنة لانتصارات وبطولات الجيش التي لولاها لما استطاع أن يحقق النصر المؤزر على العدو، ودعا إلى ضرورة التشبث بأرض الجولان وخاصة المحرر منه وضرورة زراعتها واستثمارها وفاعلية أهلها في كل بقعة فيه.
الدكتور المطرود : سورية ستبقى القلعة المحصنة بوعي شعبها وقوة جيشها
بينما أشار المحلل السياسي الدكتور خالد المطرود إلى أن الذي يخيف ويقلق الأمريكي هو وجود محور المقاومة في المنطقة الجنوبية ولذلك فإن أحد شروطهم أيضاً كانت في إبعاد محور المقاومة عن تلك الحدود، لأن الإسرائيلي يعلم مدى خطورة وجود المقاومة على الحدود مع كيانه. وأكد الدكتور المطرود على أهمية منطقة الجولان في الصراع العربي الصهيوني وقرب جبهة الجولان من الكيان، منوهاً بأن الكيان الصهيوني حاول ويحاول أن يستغل أي ظرف من أجل اقتطاع أراض من سورية أو إقامة منطقة عازلة على الحدود الجنوبية، لكنه فشل.
وأكد الدكتور المطرود أن سورية ستبقى القلعة المحصنة بوعي شعبها وقوة جيشها وحكمة وشجاعة قيادتها، منوهاً بأهمية المصالحة الوطنية التي أثبتت قدرة الشعب السوري في التعالي على جراحه لأجل الوحدة الوطنية، ومؤكداً استمرار انتصارات الجيش العربي السوري على الأرض بحكمة قيادته.
العبود: النبض السوري لا يمكن لأي قوة أن توقفه
من جانبه، أكد خالد العبود عضو مجلس الشعب أن الجولان عربي سوري وأن قرار الضم لا قيمة له على الواقع ولا يغير حقيقة وتاريخ الجولان، وهو غير قانوني ومخالف للقوانين الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بمعاملة المدنيين تحت الاحتلال، مبينا أن النبض السوري من دمشق إلى الجولان إلى فلسطين لا يمكن لأي قوة في العالم أن توقفه.
وأشار العبود إلى أن الجولان يأتي في مقدمة أسباب المشروع الإرهابي الصهيوني بما يمتلكه من عوامل الموقع الاستراتيجي ووفرة المياه ولكونه مركزا استثماريا اقتصاديا مهما.
وأكد على أن الهوية الوطنية هي انتماء الفرد القوي لوطنه، ويتحدد هذا الانتماء بالانتماء الجغرافي وباللغة والثقافة الوطنية وبالتاريخ والتراث والقيم والمبادئ التي يعتمدها الوطن، لافتاً إلى أن الجولانيين أثبتوا من خلال مقاومتهم للاحتلال التمسك بالانتماء والهوية السورية الوطنية.
الدكتورة الأسعد: الجامعة تبذل كل جهودها للدفاع عن حقوق سورية والأمة العربية
وتحدثت الدكتورة هالة الأسعد الأمين العام لجامعة الأمة العربية عن أهمية الفعالية ودلالاتها السياسية للتأكيد على أهمية الجولان لدى كل مواطن سوري في كل أرجاء الوطن، وضرورة استثمار مثل هذه الفعاليات للتأكيد على التمسك بالجولان وأنه سوري الهوية وأن كل المحاولات الصهيونية لطمس الحقائق ومحاولات تهويده فاشلة ولن تغير من الواقع شيئاً وسيبقى الجولان سورياً، وأن الجامعة تبذل كل جهودها عبر الوسائل السياسية والقانونية للدفاع عن حقوق سورية والأمة العربية في الجولان وفلسطين.
وجرى حوار فكري وسياسي وثقافي بين وفد الجامعة والحضور من أهالي الجولان من مختلف الفعاليات والمكونات، أكد على أهمية اللحمة الوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية لما لها من تأثير هام للمحافظة على انتصارات سورية بوجه الإرهاب والاحتلال وضرورة تعزيز جهود الدولة لإعمار الجولان وبنائه.