الثورة- ريم صالح:
خلافاً لكل الاجتماعات السابقة، حققت قمة مجموعة العشرين التي عقدت في نيودلهي، نتائج مهمة عكست مصالح الاقتصادات النامية في الجنوب العالمي، وتعتبر هذه القمة بحسب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نقطة تحول فيما يتعلق بالتوجهات لضمان توازن المصالح في الاقتصاد العالمي.
ورغم التوافق على منح الاتحاد الإفريقي العضوية الكاملة في المجموعة، إلا أن أعضاء G20 واجهوا انقسامات عميقة، خصوصا بشأن الأزمة الأوكرانية، حيث مارست واشنطن مع حلفائها ضغوطاً على الهند التي تترأس القمة حالياً، في محاولة لإدراج تقييماتهم الأحادية والمتحيزة لهذه الأزمة في البيان المشترك للقمة، حسبما أشارت الخارجية الروسية في وقت سابق، إلا أن الغرب فشل في النهاية في فرض مسألة أوكرانيا لتكون موضوع النقاش الرئيسي على أجندة قمة العشرين بالهند، حيث ذُكرت سيرة الأزمة الأوكرانية في الإعلان الصادر عن القمة، فقط في سياق الحاجة إلى حل جميع الصراعات في العالم، وتسوية تلك الصراعات بما يتوافق مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وزير الخارجية الروسي أكد في هذا الإطار أن القمة كانت ناجحة، موضحاً أن مجموعة العشرين تعيش الآن إصلاحاً داخلياً، ولن يتمكن الغرب من مواصلة خط الهيمنة وبقاء قوة مهيمنة مع ظهور مراكز جديدة للتنمية العالمية، وقال:” آن الآوان للتخلص من العادات الاستعمارية، ولا يتسنى للغرب أن يكون طرفاً مهيمناً، إذ ظهرت مراكز قوى سياسية واقتصادية جديدة في العالم”.
لافروف، وفي كلمة عقب انتهاء فعاليات القمة قال: “بفضل الموقف الموحد لدول جنوب العالم في الدفاع عن مصالحها المشروعة، أمكن إحباط محاولات الغرب لـ”أكرنة” الأجندة بالكامل مرة أخرى على حساب مناقشة الاحتياجات العاجلة للدول النامية”.
وأضاف لافروف أن “نتائج القمة ستعطي دفعة إيجابية لجهود إصلاح صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية”.
وفي سياق متصل، قال جون جيمس عضو مجلس النواب الأميركي عن ولاية ميشيغان، إن روسيا والصين تعملان على إخراج الولايات المتحدة من الجنوب العالمي في حين يبدي الرئيس جو بايدن “الضعف”.
وأضاف جيمس الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري، في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس، أن “بايدن يجعل أميركا أضعف على المسرح العالمي في كل مرة يسافر فيها إلى الخارج”.
ووفقا له، طار الرئيس الأميركي “مع حاشيته” إلى قمة مجموعة العشرين على متن طائرات لإلقاء محاضرة على الهند والجنوب العالمي حول تغير المناخ.
وكان بايدن قد أنهى قبل الموعد المحدد له مشاركته في قمة مجموعة العشرين، متوجها إلى فيتنام صباح اليوم بعد حضوره القمة، ليغيب بذلك عن الجلسة الثالثة للقمة بعنوان “مستقبل واحد” في العاصمة الهندية.