قيل الكثير عن معانيها وصيغت القصائد في رحاب قدسيتها، ولاتزال تتربع على عرش المحبة والسلام، فهي صديقة الإنسان في مناسباته كافة، ولسانه الذي يبوح بما يجول في وجدانه دون أن يتكلم.
واليوم ونحن نعيش أجواء معرض الزهور الذي يطل علينا من حديقة تشرين في دورته ال 43 ندرك ما للزهور من قيمة جمالية تضفي على الأرواح السكينة والهدوء، وتنعش النفس بالأمل، وهي قبل كل ذلك تنثر الجمال والمحبة والسلام في أرجاء المكان.
وفي جولة سريعة في معرض الزهور الدولي ندرك هذا التنوع الكبير في أنواع الزهور التي تنتمي إلى عراقة المكان، وكلّ نوع يحكي تاريخ مجد نبتت فيه، وتحكي عراقة شعب خبر معنى الجمال وأتقن لغة الزهور فكان وسيلته للتعبير، فصاغ من تلك الأزهار أكاليل غار توّجت بطولات شعبنا وصموده في ساحات الحرب والانتصارات.
ولا نبالغ عندما نقول :إن معرض الزهور تحول عبر دوراته المتتالية إلى مؤتمر وطني بامتياز يضم أنواع الفنون والثقافات والتراث ومعارض الكتاب، فهو تجمع فني تراثي ثقافي واقتصادي في الآن نفسه، لأنه يجمع بين المتعة والفائدة والترفيه والسياحة والتعرف على نتاجات بلادنا بأشكالها كافة، في رحلة عبر أجنحته التي تمتد على مساحة حديقة تشرين على اتساعها.
وفي كلّ عام نلحظ تطوراً في عدد المشاركات إن كان على الصعيد المحلي أو العربي والدولي، ما يؤكد أهمية هذا المعرض الذي استطاع أن يلفت الأنظار إليه بتنوع فعالياته وتنوع معروضاته التي تضم ليس فقط الأزهار والورود، بل أيضاً ما تجود به هذه الأزهار من منتجات تضاهي بها منتجات الشركات الكبرى.
ما أجمل أن تجول بين أنواع تلك الزهور وتستمع لأسرارها وهي تبوح بها، وتدعوك للتمتع بجمالها وفهم رسائلها التي تدعو إلى المحبة والسلام وعشق الجمال، جمال الروح وجمال القيم وجمال المحبة والخير والعطاء.