الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
أكد لويس ماريانو فرنانديس رودريغيس السفير المفوض وفوق العادة لجمهورية كوبا بدمشق عمق ومتانة العلاقات التي تربط البلدين الصديقين سورية وكوبا، واشتراكهما بمواقف متطابقة في كل المحافل الدولية في دعم القضايا العادلة وقضايا شعوب العالم الأخرى، مشدداً على أن كوبا كانت وستظل دائماً إلى جانب الشعب السوري في دفاعه عن قضاياه وحقوقه العادلة.
وأشار السفير الكوبي في معرض إفادة صحفية قدمها اليوم في مقر السفارة حول مؤتمر قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة الـ 77 والصين، المقرر عقدها في العاصمة الكوبية هافانا يومي 15 و16 من أيلول الجاري، تحت عنوان “تحديات التنمية الحالية.. دور العلم والتكنولوجيا والابتكار” إلى ضرورة أن تساهم سورية والدول المشاركة لنجاح القمة وأن تكون خطوة لإسماع صوتها للعالم من أجل نظام دولي جديد وعالم تتحقق فيه العدالة والمساواة بما يساهم في مساعدة دول المجموعة الـ 77 والصين على امتلاك ناصية العلم والتكنولوجيا والابتكار، وتكون عوناً لها في طريق تحقيق التنمية المستدامة لشعوبها ودولها، معرباً عن تقديره لمواقف سورية ومشاركتها بالقمة من خلال وفد يرأسه وزير المالية، ومشيراً إلى أن نجاح كوبا في القمة هو نجاح لسورية ولكل الدول الصديقة التي تشترك في الإرادة السياسية والهدف والطموح.
وأكد السفير رودريغيس أن كوبا على ثقة كبيرة بأن القمة ستنجح في تحقيق أهدافها وتطلعات دولها وشعوبها نحو عالم أفضل خال من الهيمنة والسيطرة التي عانت منها البشرية جراء القطبية الأحادية والتطلع نحو إعادة صياغة العلاقات التجارية والاقتصادية بما يساعد على تقليص الفجوة التقنية والاقتصادية بين دول العالم الغني ودول العالم النامي.
ونوه السفير الكوبي بأن مجموعة الـ 77 والصين نشأت كضرورة ملحة لدول الجنوب في العام 1963 من أجل تقوية قدرات دولها وتعزيز مكانتها على التفاوض ومحاورة دول الشمال الغني المتطور، وأنها تعد أكبر تكتل استشاري وأكثره تنوعاً في المجال متعدد الأطراف، حيث تضم في عضويتها 134 دولة، وتشكل ثلثي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة و80% من سكان العالم.
واعتبر السفير الكوبي بأن التقدم العلمي والتقني الذي يعد أساساً لتحقيق التنمية المستدامة لا يزال بعيد المنال بالنسبة لجزء كبير من البشرية، وأن السبب يعود أولاً في النظام الاقتصادي غير العادل الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة والغرب ومؤسساتها الاقتصادية الدولية لإخضاع الدول والحكومات لإرادتها وسهولة السيطرة على ثرواتها وقدراتها، وهو ما أدى إلى التهميش الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والفني للعديد من البلدان، وهو ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على دول الجنوب.
ورداً على أسئلة الثورة حول ضعف التأثير السياسي والاقتصادي لدول المجموعة رغم مضي 60 عاماً على تأسيسها ورغم ضمها نحو معظم دول العالم في القارات الأساسية وامتلاك دولها قدرات اقتصادية وبشرية، أشار السفير الكوبي إلى وجود التباين السياسي والتقني والاقتصادي وعدم الاجتماع على موقف مشترك جاد وحقيقي قادر على توحيد مواقف بلدان المجموعة والتزام أعضائها، إلى جانب الضغوط التي تتعرض لها معظم حكومات المجموعة من جانب الولايات المتحدة والغرب التي تحاول منع الوصول إلى وحدة الموقف وتوحيد الجهود المشتركة لدول المجموعة مما يعرقل جهودها ويضعف تأثيرها السياسي والاقتصادي.
ورداً على سؤال آخر للثورة حول اتخاذ القمة قراراً يسهم في كسر الحصار الاقتصادي والتخفيف من الإجراءات الاحترازية الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة والقوى الغربية على عدد من دول المجموعة لاسيما سورية وكوبا، أكد السفير الكوبي بأن هذا هدف مشترك تسعى إليه كوبا إلى جانب سورية والعديد من دول المجموعة ونأمل اتخاذ المزيد من القرارات الشجاعة لدول مجموعة الـ 77 والصين بما يعزز الجهود لكسر الحصار على الدول ويقطع الطريق على الولايات المتحدة للاستفراد بالهيمنة على العالم، وذلك من خلال تعزيز التضامن والتعاون الدوليين وليكون هذا التجمع الدولي أداة ومنبراً أكثر فعالية للتعبير عن طموحات شعوب دول المجموعة وإسماع صوتها في المحافل الدولية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تواصل دورها لزيادة الضغوط على الدول التي تقف في وجه مخططاتها لفرض إرادتها لتحقيق الهيمنة والسيطرة ومنع تقليص الفروقات بين دول الشمال ودول الجنوب وزيادة التدابير القسرية الأحادية الجانب وخلق المزيد من التوترات والصراعات الجيو سياسية وانعدام الأمن الغذائي والطاقة وتقلبات السوق والفجوة الرقمية .
وأعرب السفير الكوبي عن أمله بأن تكون القمة فرصة للعمل بين دول المجموعة معاً من أجل تماسك دول الجنوب ودورها وتعزيز مكانتها لمواجهة تحديات الحاضر وامتلاك ناصية التطور والتكنولوجيا بما يفتح أمامها آفاقا رحبة في المستقبل.