الآن وبعد أن زادت حكومتنا العتيدة أسعار المحروقات وبشكل لا يمكن أن يتقبله عقل بشري ،وزاد معها كلّ ما نحتاج إليه كمواطنين.ماذا تخفي هذه الحكومة من مفاجآت خاصة وأن مفاجآتها هذه لا تصدرإلا ليلاً، ولا نريد هنا تشبهها بمن لا يظهر إلا ليلاً .
نعود لنقول ماذا تخبئين لنا يا حكومتنا العتيدة وقد انهكنا الغلاء فهل سمعتي أم لاعين رأت ولا أذن سمعت . . ؟ .
طبعاً قبل أيام زادت أسعار الكهرباء التي لا نراها إلا ما ندر، وإن رأيناها نراها ساعة عرجاء تسير على عكاكيز لا نعرف عددها لأنها تأتي بنظام ترددي ،وهنا أيضاً لا نعرف ما يخبىء لنا من زيادات في أسعار كلّ شي، ولا نريد أن هنا ذكر أسعار الأدوية التي زيدت أسعارها في بعض الأصناف أكثر من مئة بالمئة.
ونحن عن حالة الغلاء ليس فقط للمواد التموينية والغذائية إنما كلّ ما يهم حياتنا ،طبعاً عندما نقول لقناعتنا بأن كلّ شيء بات ممكناً ،لأننا نمتلك حكومة مستوردة من عالم آخر خاصة وهي اليوم تقدم تبريراتها لحالة الغلاء هذه لنواب الشعب الذين باتوا جزءاً منها في قبولهم لما تقوله الحكومة التي تضع مسألة الحرب على بلدنا والحصار الاقتصادي الشماعة التي يلوذون خلفها .
نقولها وبكلّ أسف إننا نمتلك حكومة …الشعب في واد وهي في واد آخر ،حكومة لا تمتلك أي رؤية اقتصادية تحل مشكلات الناس ،رؤيتها التي تعمل وفقها هي رؤية على الحاضر بمعنى رؤية كلّ يوم بيومه ،رؤية لا تشعر من خلالها بما يعانيه الناس من ضيق ذات الحال .
ماذا بعد كلّ هذه الزيادات التي أكلت الأخضر واليابس . . الارتفاع الجنوني والمتسارع للأسعار أصبح إشكالية لأصحاب الدخل المحدود.
المستهلكون في الأسواق وخاصة من ذوي الدخل المحدود يسألون عن الأسعار ويشترون حاجتهم اليومية الضيقة ،وتحول الشراء من الكيلو إلى «حطلي بالفين أو بخمسة آلاف أو . . أو » ،أو ربع كيلو ،من جهته التاجر يردد التعاويذ من هذا البيع وخسارة ثمن كيس النايلون ،وفي المقابل هناك بعض الفئات التي تعمل بالمهن الحرة وعدلت أسعار أجورها بما يتوافق مع التضخم الحاصل فلا يهمها دفع الأرقام المعروضة ،في حين هناك شريحة من الناس معدومة الدخل ولديها مصروف أدوية ولا أحد يلتفت إليها ،إنها مفارقة عجيبة حيث لهيب الأسعار يشوي هذه الفئة المستضعفة .
اذا المشكلة الأساسية القائمة اليوم هي لدى الجهات المعنية كونها لا تمتلك رؤية أساسية صالحة وفاعلة على الأرض ولو لم يكن لدينا هذه الجهات لكنّا قلنا لا يوجد لدينا رؤية ،لكن اليوم نسأل ماذا بعد . .؟ ،والشريحة الأوسع من المواطنين غير قادرة على شراء لقمة الخبز وهي الأكثر ظلماً وخاصة فئة العاملين في الدولة التي تتعرض يومياً لحالة ضغط شديد لعدم قدرتها على تأمين أبسط مقومات الحياة الكريمة .
أخيراً هناك مفارقة عجيبة اتحفتنا بها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك من خلال تخصيص ليتر واحد من الزيت شهرياً ،وهنا نسأل : هل يكفي ليتر واحد من زيت القلي لأسرة مؤلفة من خمسة أشخاص لمدة شهر ،جاوبونا ” الله يرحم أمواتكم ” ،ونذكركم أن الاف الأسر السورية تئن تحت وطأة الغلاء المنفلت من كلّ عقال .