لاتبدو التراجيديا مناسبة لتكون وسيلة للتعبيرعن خيبة الأمل الكروية الجديدة، بخروج منتخبنا الأولمبي من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا، دون ٢٣ عاماً،والمؤهلة بدورها لأولمبياد باريس العام المقبل،فالخيبات الكروية باتت عنواناً عريضاً وفرعياً،لكرتنا المستنزفة،في استحقاقاتها الرسمية،مايعني أننا لسنا بصدد متابعة مسلسل اخفاقات كروية،بل في تجليات فشل كروي مزمن،أصبح ملازماً لنا،كأنه قدر لا يمكن اتقاؤه!!
في التصفيات الآسيوية،كان الحصاد مراً كالعلقم،فوز لايقدم ولا يؤخر على أضعف منتخبات القارة الصفراء،أعقبه تطبيل وتهويل واستعراض عضلات،وبهرجة إعلامية وبروظة للبعض،كان مسبوقاً بخسارة مرة ،ومتبوعاً بخسارة أشد مرارة!! وكان،كما درجت العادة،أن حمّل البعض اللاعبين المسؤولية الكاملة،وتوجه البعض الآخر بأصابع الاتهام للمدرب المصري،وقلة قليلة من وجد في اتحادنا الكروي ضالته،ليكون كبش الفداء..
وللاقتراب أكثر من الحقيقة،لابدّ لنا أن نعتبر الكادر الفني للمنتخب،حمّال الأسية،المسؤول المباشر عن هذا الاخفاق،بينما المسؤولية الحقيقية تقع على عاتق الاتحاد،الذي لم يكن موفقاً في اختيار المدرب المصري،ذي السجل المتواضع،لينهض بمسؤولية منتخب يعتبر أمل الكرة السورية،وهذا المنتخب كان يستحق من الاتحاد مدرباً ذا مواصفات عالمية،وليس مدرباً،جاء لمنتخب الشباب،ثم صار مساعداً لمدرب الأولمبي،قبل أن يصير مدرباً للأولمبي بعد اقالة الهولندي مارك فوتة،وفي نفس السياق،وبشكل آخر من أشكال التخبط والعشوائية اللتين يعمل بهما اتحادنا الكروي،ثبت الأخير ثلاث مشاركات للأولمبي خلال شهرين فقط،اثنتان منها هامشيتان،دورة الألعاب العربية بالجزائر،ودورة الألعاب الآسيوية في الصين،وقد انسحب الأولمبي من الأخيرة بعد تعثره في التصفيات الآسوية،والتي كانت ثالث المشاركات وأهمها،باعتبارها طريقاً للنهائيات القارية والأولمبياد.
عندما يكون الخلل في البناء والأساس،وتتكرر نفس الأخطاء،ويبقى الارتجال والعشوائية،سمتين أساسيتين للعمل الرياضي الكروي،فلن نتوقع أن نحقق أي حضور،ولا أن نترك بصمة هنا أوهناك،وسيبقى الوضع على ما هو حتى نغيّر ما بأنفسنا.