الثورة – ترجمة هبه علي:
التقى كبار الدبلوماسيين الأمريكيين والصينيين في مالطا خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث حاول أكبر اقتصاديي العالم تهدئة العلاقات المتوترة وتمهيد الطريق أمام رئيسيهما – جو بايدن وشي جين بينغ – للاجتماع في تشرين الثاني المقبل.
ووفقاً لكل من بكين وواشنطن، التقى مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، عدة مرات مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في مالطا، حيث – وفقاً لبيانات منفصلة – أجريت محادثات “صريحة وموضوعية وبناءة”.
وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض يوم الأحد الماضي أن المسؤولين ناقشا العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين والمخاوف الأمنية العالمية والإقليمية والحرب في أوكرانيا والقضايا المتعلقة بمضيق تايوان.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الجانبين توصلا إلى اتفاق للحفاظ على التبادلات رفيعة المستوى وإجراء مشاورات ثنائية بشأن شؤون آسيا والمحيط الهادئ والقضايا البحرية والسياسة الخارجية.
وبشكل منفصل، قال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن هناك أيضًا علامات مبكرة “محدودة” على احتمال البدء في استعادة الاتصالات العسكرية بين الجانبين.
وقال المسؤول الأمريكي لرويترز “كانت هناك بعض المؤشرات الصغيرة أو المحدودة” على أن بكين مستعدة لإعادة فتح بعض الاتصالات العسكرية المستخدمة لتهدئة الصراع بين البلدين بعد قطع تلك العلاقات بعد زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي إلى تايوان، في آب 2022.
وتعد الاجتماعات بين وانغ وسوليفان هي الأولى لهما منذ أيار الماضي، بعد أربعة أشهر من أمر بايدن للطائرات المقاتلة الأمريكية بإسقاط منطاد تديره الصين قبالة الساحل الأمريكي . وقد أدانت الصين إسقاط المنطاد ووصفته بأنه “انتهاك خطير للممارسات الدولية”.
وتسبب سقوط المنطاد في وقت لاحق في قيام إدارة بايدن بإلغاء رحلة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بكين.
فالعلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين بسبب الدعم الأميركي لتايوان، والاحتكاكات التجارية بشأن الملكية الفكرية والحشد العسكري الصيني ــ وخاصة في مجال الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي لا تمتلكها الولايات المتحدة ــ تثير الشكوك حول إمكانية عقد اجتماع بين بايدن وشي في قمة آسيوية. وهي في اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي لمنطقة المحيط الهادئ (آبيك) في سان فرانسيسكو في تشرين الثاني القادم.
وفي الأسبوع الماضي، ألمحت أعلى وكالة أمنية في الصين إلى أن أي اجتماع بين الزعيمين يعتمد على “إظهار الولايات المتحدة ما يكفي من الإخلاص”. ولم يلتق بايدن وشي منذ تشرين الثاني 2022، عندما عقدا اجتماعاً جانبياً لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة في قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا.
وبعد ذلك الاجتماع، قال بايدن إن الولايات المتحدة “ستتنافس بقوة” مع الصين، بينما أصر على أنه “لا يبحث عن صراع”.
وقال شي إن الدول بحاجة إلى “استكشاف الطريقة الصحيحة للتعايش”.
لكن شي لم يحضر قمة مجموعة العشرين في نيودلهي بالهند في نهاية الأسبوع الماضي. وأعرب بايدن في وقت لاحق عن خيبة أمله، لكنه أضاف أنه “سيتمكن من رؤيته”.
وجاء في بيان يوم الأحد الذي قدمه البيت الأبيض أن الاجتماع بين سوليفان ووانغ كان جزءاً من “الجهود المستمرة للحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة وإدارة العلاقة بشكل مسؤول”.
وأضاف البيان أن المحادثات بنيت على محادثات بالي، واجتماعات سوليفان ووانغ في ايار، والزيارات الدبلوماسية الأمريكية لبكين خلال الأشهر القليلة الماضية التي قام بها بلينكن، ووزيرة الخزانة جانيت يلين، والمبعوث الخاص للمناخ جون كيري. ووزيرة التجارة جينا ريموندو.
وجاء في البيان الأمريكي أن سوليفان “أشار إلى أهمية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان” خلال الاجتماعات.
وبحسب بيان وزارة الخارجية الصينية، حذر وانغ الولايات المتحدة من أن تايوان هي “أول خط أحمر لا يمكن التغلب عليه في العلاقات الصينية الأمريكية”. وقال وانغ أيضًا إن التنمية في الصين تتمتع “بزخم داخلي قوي” و”لا يمكن إيقافها”، وإن “حق الشعب الصيني المشروع في التنمية لا يمكن حرمانه”.
المصدر – ذا غارديان