المواطنة وتعزيز ثقافة الانتماء

علاء الدين محمد
ما أحوجنا في هذا الزمن الصعب واللحظات الحرجة التي تتكالب فيها دول عظمى.. ودول الاستعمار.. وذئاب جاءتنا من كل حدب وصوب، تنهش ما فوق ترابنا وتنبش ماتحته بحيث لا تبقي على شيء من مواردنا الطبيعية.
ما أحوجنا في هذا الوقت إلى ثقافة الانتماء وتعزيز ثقافة المواطنة.
كي تتشكل قوة ذاتية من بين ظهرانينا، تلفظ هذا الواقع المرير وتقتلع المحتل من جغرافية سوريتنا الجريحة.
على هامش نشاط في ثقافي المزة بدمشق كانت لنا وقفة مع الأستاذ علام عبد الهادي حول عدد من المفاهيم والمصطلحات التي تتردد في العقد الأخير في أغلب الوسائط والأحاديث والندوات بما يشي بالكثير من سوء الفهم والاستخدام الخاطئ للمفهوم بما يخرجه من سياقه العلمي والاصطلاحي.
من هذه المفاهيم..الأكثر استخداماً في الكلام مفهومي المواطنة والانتماء.
وكما هو ضروري إيضاح المفهوم.. كذلك العمل بمقتضياته.. وتحقيق شروطه ومكوناته وطبيعته..وعلاقته بالانتماء وفهم الاختلاف بين كل من المواطنة والانتماء والجنسية والفارق أيضاً بين كل من الولاء والموالاة ومواضعهم من المواطنة.. أوضح الأستاذ علام عبد الهادي مفهوم المواطنة ومضامينها كما ورد التعريف عنها لغوياً واصطلاحياً،اجتماعياً، ونفسياً، وقانونياً..
فمنها يقول: أنها خلق المواطن الصالح.
ورأي آخر يعرفها بالمساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد.
وثمة رأي يقول المواطنة مكون أساسي رديف للديمقراطية في بناءالمجتمع السليم.
وذهب آخرون إلى أن المواطنة مايتضمن حق الأفراد المواطنين في إدارة شؤون الدولة والمشاركة في السياسية وتقرير المصير.
فيما المواطنة اصطلاحاً، يشير إلى أمة ووطن، والمواطنة أكثر كمالاً من العضوية في المشاركة السياسية، لأن المواطن هو ما يدين بالولاء التام للدولة .
وهويتمتع بكامل حقوقه وواجباته بما هوأكثر شمولية من الأشخاص الآخرين ضمن سيادة دولته.
والمواطنة من الوجه الاجتماعي علاقة بين فرد طبيعي ومجموع سياسي/دولة/ يقدم الطرف الأول الولاء، والطرف الثاني الحماية حسبما حددها القانوني في هذه الدولة، أو تلك.
المواطنة من الناحية النفسية هي الشعور بالانتماء والولاء للوطن وقيادته السياسية، التي هي مصدر الإشباع لحاجاته الأساسية، وحماية الذات من الأخطار المصيرية.
وعليه المواطنة تعني المشاركة بين المواطنين في العيش على أرض واحدة محددة في وطن واحد، يشكلون مجتمعا معينا أو دولة بالمعنى الحديث، لكون الدولة تعاقد اجتماعي يتمتع فيه المواطنون جميعهم بالحقوق والواجبات ذاته
وعن الركائز التي تقوم عليها المواطنة أوضح الأستاذ عبد الهادي، أن هناك جملة من الركائز الدستورية عند الممارسة منذ اللحظة الأولى لاكتساب الشخص الجنسية الوطنية..وأهم هذه الركائز: سيادة الشعب، المساواة أمام القانون، تكافؤ الفرص، المشاركة في الحياة العامة.
ويتأثر مفهوم المواطنة بالوعي السياسي والرقي الحضاري والتطور الاجتماعي والعقائد والقيم الحضارية والتغيرات الكبرى.. ويمكن بلوغ الأبعاد القانونية الثقافية بتعاون أفراد المجتمع.
بغية تحقيق الاندماج الاجتماعي في سياق بناء مستمر وصولاً إلى الهوية الوطنيةِ بما يتعلق بها من حقوق سياسية وقانونية، لأن الرغبة في العيش المشترك يجب أن تتجدد كل يوم والمواطنة تجمع بين المنتمين إلى الأمة، بمقدار مايبذل الأبناء من أجلها التضحية.
وعن الفرق بين المواطنة والجنسية بين قائلا:الجنسية تخلق تضامنا في الواجبات ، فيما المواطنة تمنح حقوقا..
أما الإنتماء، بوصفه أبرز ضرورات المواطنة، هو شعور داخلي يحمل المواطن للعمل بإخلاص وحماس بغية الارتقاء بالوطن، والذود عنه، شارحاً علامات الانتماء من تضحية واستعداد جاد ومسؤول للمشاركة والقيام بأعمال خيرية وتطوعية، مع المحافظة على القيم والعادات والتقاليد الحضارية، والنهوض بالواجب.
والوطنية والمواطنة واختلافهما عن مفهوم الانتماء والولاء الذين هما جزء من الوطنية والمواطنة بل ومكمل لهما.
فالولاء في معناه الواسع يتضمن الانتماء.
والولاءالوطني مكون مكتسب يخضع لعملية تربوية تبدأ من الأسرة وتنمو في المدرسة وتنتهي في المجتمع الكبير.
وعن مفهوم الموالاة كونه حالة مرتبطة بالمصلحة تتحرك في ضوء المصالح الخاصة، قدم الأستاذ المحاضر شرحاً مفصلاً عن علاقة هذه المفاهيم في التأصيل لمواطنة تحقق شروطها ومكوناتها، من انتماء ومساواة وعدالة وحرية كشرط لازم لتحقيق السيادة، التي تعد بدورها شرطا لازما للتنمية الشاملة، وفرض احترام القانون وإقامة العدل، وإطلاق حرية التعبير، وتفعيل المشاركة الديمقراطية من خلال تربية وطنية تأهل المواطنين في إطار التكيف السليم والتفاعل الإيجابي، وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة، في سياق عملية تربوية وطنية اجتماعية ثقافية تنطلق من الإنسان وتقصده كغاية تنصهر فيه مشاعر وأحاسيس الأفراد بالانتماء والولاء إلى وطن له تراث وتأريخ وثقافة هوية ونظم تحدد حقوق الأفراد وواجباتهم.

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق