رنا بدري سلوم
بالأمسِ كنتَ تطلّ من نافذة مكتبك، تغبُّ رئتاك هواء الأمويّ وملعب تشرين وقاسيون، لتستعيد نبضات قلبك بعضاً من الاستقرار، والانتظام الذي عهدتك به في غرفة الإخراج التقيتك، عرفتك صحفياً مهنياً، كنا نتسابق من يُخرج صفحته أولاً، من خلال تواجدي أدركت كم أنت محبّ لزملائك، تعطي كل ذي حق حقه، حتى لو غابت الوجوه عنك فالأسماء حاضرة بوفائك لها.
قد تتغير المناصب الإدارية التي تدرّجت بها خلال مسيرتك المهنية المشرّفة، لكن يبقى حبرك السوريّ أقوى من أي منصب وخالدٌ لا يجف، لأنك مؤمنٌ برسالتك الإعلامية وسلطتها الرابعة حد البسالة، حتى وظفتها بشكل ميداني في مساعدة كل من توجه إلى منبرك الإعلامي لتقديم المساعدة والعون، وإني شاهدة على شجاعتك ونخوتك في مواقف طارئة لحالات مختلفة قمت بإعلاء مهمتك الإنسانية فوق كل اعتبارات.
بأي حبر نرثيك، وأنت الحبرُ السوري الغيّور على هويّة مقالاته وكيف لا وقد قرأناك في زواياك وتحقيقاتك الخدميّة والاقتصاديّة تتتبع نبض الشارع وصوت الناس وهموم البلد، لتكتبَ حبراً سوري الهوى والهويّة، حبرٌ هو صوت المستضعفين الممزوج بعرق فلاح كادح ودماء شهيد وانتماء مواطن، لعلك تثير قضية التغيير لحياةٍ أفضل نطمح لها.
أين أنت اليوم يا أستاذ هزّاع عسّاف، سنفتقدك كل الفقد ستشتاقك الأمكنة والقلوب، ونشتاقُ هذا الحبر في صباحاتنا الصحفيّة، انظر من الملكوت السماويّ إلى تلك القلوب الوفيّة التي كتبتَ عنها يوماً، وتلك التي قرأتك، كيف ترثيكَ بألمٍ وبكل هذا الدمع والحبر والوفاء.