الثورة – نيفين أحمد:
عادةً ما يتمكن أطفالنا من الاندماج في مجموعات مختلفة مع أقرانهم من الفئة العمرية نفسها، إما في المدرسة أو في أنشطة خارجها إذ يمكنهم أن يختاروا العديد من الأصدقاء، لكن في بعض الأحيان هناك أطفال يعانون من صعوبات في الارتباط بالأطفال الآخرين من سنهم وهذا يسبب لهم الألم والشعور بالوحدة.
طفلي يعاني من مشكلة في اللعب مع أطفال آخرين… تقول السيدة أم مجد وتلحظ عدم قدرته على التأقلم مع أي من زملائه على الرغم من أنه تجاوز مرحلة الطفولة المبكرة وأصبح في مرحلة الابتدائي، ولازال كما هو ليس لديه أصدقاء و يواجه كثيراً صعوبات في التواصل وتكوين صداقات ماسبب له الكثير من الضرر العاطفي، إذا أصبح عدوانياً وغير محب.
للتوسع أكثر بهذا الموضوع نتوقف مع الاختصاصية في علم النفس زينب أحمد، حيث بينت أن الشعور بالرفض والوحدة وتدهور عملية النضج ومشاكل الأسرة والاكتئاب أو المزاج المكتئب وتدني احترام الذات والسلوك العنيف كل هذه الأمور تسبب عدم قدرة الطفل على التواصل وتكوين أصدقاء، بالإضافة إلى عدم قدرته على التأقلم، لذلك فإن وجود دائرة صداقة جيدة يجعل من الممكن وجود توازن عاطفي أفضل، ويعزز تنمية الشخصية، ويساعد في إدارة التوتر ويحسن من احترام الذات وما إلى ذلك.
في سياق ذلك تتابع أحمد تعود أحد الأسباب أيضاً التي تجعل الطفل ليس لديه أصدقاء هو التنمر التي يتعرض له من قبل أقرانه وهذا ما يجعله يشعر بالرفض وتطور الخوف أو عدم الأمان لتكوين صداقات مع أشخاص آخرين لايشاركون في هذه المضايقة، فمثلاً إذا تعرض الطفل للتخويف في المدرسة وبعد فترة من الوقت ينتقل إلى مدينة أخرى ويذهب إلى مدرسة أخرى فقد يكون الطفل خائفاً ولايشعر بالأمان لإقامة صداقات مع زملائه الجدد في صفه بسبب عدم الرغبة في إعادة تجربة سيئة من مدرسته السابقة.
ونوهت أحمد إلى أنه يكون أحياناً الرفض من قبل الآخرين ما يؤدي إلى عدم وجود صداقات، حيث إن تصرفات الطفل ذاته من خلال تقديم سلوكيات غير لائقة كالعداء والعدوانية تجاه رفاقه ما يتسبب بابتعاد زملائه عنه.
وتضيف أنه من الشائع بين الأطفال “الطفل المتسلط”، حيث يعاني الكثير من صفات هذا النوع لأنهم يريدون دائماً ما يقولونه أن يتم القيام به، وبالتالي” السلطة والهيمنة ” هي التي تكون الحاكمة في العلاقة ما يسبب نفوراً تجاه أصدقائه.
كما أن العادات السيئة في بعض الحالات تؤثر في رفض الطفل من قِبل أقرانه بسبب العادات التي تسبب الإزعاج والإساءة للآخرين.
– نقص المهارات الاجتماعية..
وترجح الاختصاصية أحمد بأن نقص المهارات الاجتماعية هو السبب الرئيسي لعدم القدرة على تكوين صداقات منها الخجل والحساسية وغيرها، ما يتسبب في عدم قدرة الطفل لوجود صعوبة في بدء المحادثات ومواجهة مواقف جديدة والتواصل مع الآخرين، وقلة التعاطف، فالأشخاص الذين يفتقرون إلى التعاطف هم أشخاص غير قادرين على وضع أنفسهم في مستوى الآخرين أي إنهم غير قادرين على الشعور بالرحمة والشفقة على الآخرين لهذا السبب يمكن أن يرفض الأطفال الآخرون رفقة الأطفال الذين يفتقرون إلى هذه المهارات الاجتماعية نظراً لعدم وجود تعاطف مع الآخرين يمكن أن يضر بسهولة مشاعر الأطفال الآخرين.
وتعتبر أحمد بأن عدم الشعور بالأمان يجعلهم غير قادرين على تكوين صداقات جديدة أو التواصل مع الأطفال الآخرين، وبالتالي يفضلون عدم المحاولة، ويمكن أن يكون الاضطراب النفسي هو أحد الأسباب التي تجعل الطفل ليس لديه أصدقاء إما بسبب وصمة الاضطراب أو لأن أحد الأعراض التي تميز هذا الاضطراب يرتبط بنقص مستمر في التواصل الاجتماعي.
– كيف نساعدهم..
وعن كيفية مساعدة الطفل على تخطي هذه المرحلة وقدرته على تكوين صداقات أشارت أحمد أن أطفالنا يقومون معظم الأحيان بتقديم تعليقات أو إعطاء إشارات لمحاولة إخبارنا بأنهم يتعرضون للمضايقة في المدرسة مثلاً “الجميع يزعجني، أصدقائي لا يريدون اللعب معي، يتركونني وحدي”… في هذه المواقف والحالات عادة ما ينصح في نقل الوضع إلى المدرسة لمعالجة المواقف التي تحول دون ذلك، كما يجب مساعدة أطفالنا على تحقيق ذلك من مواقفهم وتداعياتهم السلبية منها والصعوبات الناجمة عن نقص المهارات الاجتماعية.