الثورة – ديب علي حسن:
لا ثقافة دون إعلام ولا إعلام دون ثقافة فهما جناحا طير لا يمكنه التحليق عاليا دون أن يكونا معا.
ومن الضروري بمكان أن يكون الإعلامي مثقفا ملما بالنشاط الثقافي والمعرفي بشكل عام، ومن ثم التخصص فيما بعد،
ولكن ليس من الضرورة أن يكون المثقف إعلاميا لأن الثقافة بحد ذاتها نشاط إعلامي منذ أن كانت وبغض النظر عن التنظير في هذا المنحى؛ اليوم جدلية الثقافة والإعلام تثير الكثير من القضايا المهمة ولاسيما مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وهيمنة المركز الذي أطلقها “نعني الغرب”.
الإعلام الآن أخطر الأسلحة الثقافية وأخطر أنواع الغزو، وكل يوم تولد وسيلة غزو ثقافي وإعلامي في الفضاء الأزرق.
الكثير من هذه القضايا يعالجها الكتاب الذي
صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب، وضمن “المشروع الوطني للترجمة” وحمل (وسائل الإعلام ونظرية الثقافة). تأليف: ستيفن هيل وبيفيس فنَر، ترجمة: تماضر فاتح.
في القراءة المجملة يمكن القول
إن هذا الكتاب يرصد تطور وسائل الإعلام ونظرية الثقافة ابتداءً من عصر التنوير إلى الزمن الحاضر، وذلك من خلال مجموعة من نصوص وسائل الإعلام المعاصرة، بما في ذلك السينما، والتلفاز، والصحافة، والموسيقا الشعبية، والشابكة، ويتطرق في ذلك إلى “نظريات التنوير”، و”الماركسية ووسائل الإعلام العالمية”، و”السيميائية والشكلانية”، و”مدرسة فرانكفورت والماركسية الجديدة”، و”البنيوية”، و”ما بعد البنيوية”، و”ما بعد الحداثة وثقافة المستهلك”، و”قوة المستهلك والدراسات الثقافية”، و”الحركة النسوية”، و”ما بعد الاستعمار”. إنه جرعة ثقافية ومقدمة عن وسائل الإعلام ونظرية الثقافة بطريقة مقروءة وجذابة، حيث إن جوهر العمل يقوم على رسم الرؤى النظرية الرئيسة بما يثري تفكيرنا حول وسائل الإعلام المعاصرة والإنتاج الثقافي.
الكتاب على الرغم من صغر حجمه يقدم قراءات معمقة في الكثير من القضايا التي تتشابك بين الإعلام والثقافة، بل حتى انه يغوص في نظريات التلقي.
كتاب (وسائل الإعلام ونظرية الثقافة)، تأليف: ستيفن هيل وبيفيس فنَر، ترجمة: تماضر فاتح، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2023.

السابق