“أنغام ريشة”.. تعزف سحر اللون على النوتة البصرية

الثورة – همسة زغيب:

يتمايل اللون على إيقاع الروح، وتنبض الريشة بأنغام لا تُسمع إلا بالبصر، فتولد من رحم الشغف في معرض “أنغام ريشة” في المركز الثقافي العربي بأبي رمانة، بإشراف الفنانة التشكيلية رغدة سعيد، التي جمعت في هذه التجربة بين فن الحفر والطباعة (الغرافيك) والفن التشكيلي بأنواعه، في توليفة بصرية فريدة، افتتحها رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الدكتور صبحي السيد يحيى، بحضور نخبة من الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي.

من رحم اللحظة

لا يكتفي المعرض بعرض أعمال جاهزة، بل يروي حكاية ولادتها، فبجهد امتد لأكثر من شهر، رافقت الفنانة المشرفة المشاركين في رسم الخطوط الأولى، لتولد لوحات تنبض بالأمل، وتتمايل مع أنغام الريشة كما يتمايل اللحن مع النوتة، في مشهد فني حيّ لا يُنسى. تميّز المعرض بمشاركة فنانات متخصصات في فن الحفر والطباعة، قدّمن أعمالاً تميزت بتقنيات متنوعة: الشاشة الحريرية، الطباعة المعدنية، الطباعة الحجرية، الطباعة الخشبية، والمونوبرينت. كل لوحة كانت بمثابة لغة بصرية، تنطق بالخامات، وتتنفس بالأحبار، وتغني بالكولاج الورقي، كما برزت مطويات “بوكليتس” استخدمت فيها الفنانات نصوصا مستلهمة من الشعر والمقولات، لتضيف بعداً فلسفياً وأدبياً، يجعل من اللوحة نصاً بصرياً يتأمل العالم.

 

تراث يتجدد

في تكوينات حروفية وزخرفية دقيقة، حضرت روح التراث العربي، لا كحالة ماضوية، بل كفن حي يعيد تشكيل الجمال بلغة الأصالة والدقة، ويمنح الحرف العربي حضوراً بصرياً مؤثراً رغم قلة عدد الأعمال. احتضن المعرض أعمالاً بأساليب واقعية، تعبيرية، ورمزية، تنوعت مواضيعها بين ما انسجم مع عنوان المعرض، وبين من حلق في فضاءات فلسفية وخيالية. الألوان هنا ليست مجرد خامات، بل مشاعر حب وفرح، تتفاعل مع الموسيقا اللونية، وتتفجر عبر الريشة كأداة تعبير نابضة. الدمشقيات، الطبيعة الصامتة، الآثار، والأحصنة، كلها حضرت كرموز شرقية أصيلة، بثّت فيها الريشة حياة جديدة، وجعلت من التراث السوري نغمة أساسية في سيمفونية المعرض.

توثيق الفن التشكيلي

في تصريح خاص لصحيفة الثورة، أوضح رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في ريف دمشق الفنان التشكيلي سهيل أبو حمدان، أن معرض “أنغام ريشة” يهدف إلى توثيق الفن التشكيلي في سياق المرحلة الجديدة التي تمر بها سوريا، مع التأكيد على دعم الفنانين الشباب. وأشار إلى أن فن الغرافيك أخذ حيزاً واسعاً من المعرض، ونجح في تعريف الجمهور على ثقافته وتقنياته، بفضل إشراف الفنانة رغدة سعيد. كما نوّه بمشاركة طلاب في بداية طريقهم الفني، مما منح المعرض روحاً متجددة، ووجّه شكره لمدير المركز عمار بقلة على دعمه المتواصل للفن التشكيلي. ولفتت الدكتورة رغدة سعيد إلى أن معرض “أنغام ريشة” يتميز برحلته البصرية ونبضه الإنساني، إذ يتجلى الإحساس النقي في كل لوحة، وكل تقنية، وكل لون، ويُولد من صدق الفنان وصفاء دواخله. وعبّرت عن فخرها بالتعامل مع مجموعة من الفنانين المبدعين، مؤكدة أن الألفة والمحبة بينهم انعكست على جودة الأعمال، وأثبتت أن الفن لا يُقاس بالحجم أو التقنية، بل بالروح التي تسكنه، وبالقدرة على نشر الجمال أينما حل. فلا يغادر الزائر المعرض مُحمّلاً بالمشاهد فقط، بل مُحمّلاً بأسئلة عن ذاته، وعن علاقته بالجمال، وعن أثر الريشة في داخله كلما لامس الفن قلبه.

آخر الأخبار
المرأة السورية.. شريك فاعل في التغيير السياسي والاجتماعي الأطراف الصناعية .. بين الأمل والنقص! الاقتصاد الريعي ينهار والإنتاجي ينتعش التخطيط الاقتصادي.. في مواجهة الأزمات الزراعة المائية.. ثورة زراعية بلا تربة تجهيز طابق للعيادات الشاملة بمحردة وتنفيذ شارع في طرطوس التهريب يزدهر.. هل تتحرك الجهات المعنية؟ العودة الى المدارس.. همٌّ يتجدد! القمة العربية الإسلامية الطارئة تنطلق في الدوحة اليوم بين الركام.. رفات تكشف صمت المفقودين الأمان القانوني والفرص المجزية مفاتيح جذب المستثمرين بطالة الشباب الجامعي.. تحدًّ يهدد الطاقات مدرسة زملكا للبنات.. خطوة نحو تعليم مستدام وبيئة محفزة خفض أجرة النقل الداخلي .. بين رغبة المواطن وغلاء الوقود الدفاع المدني يجدد المطالبة بالإفراج عن "العمارين" بعد 60 يوماً من اختطافه لجين.. اختصرت طفولتها بمرحلة بسيطة وتجاوزتها بسرعة كبيرة استعدادات مكثفة لانطلاق حملة «الوفاء لإدلب» وترتيبات إعلامية وميدانية شاملة التقنيات الذكية في خدمة التعليم الشامل مهارات التعليق الصوتي.. فهم التوازن بين الشخص والمتلقي خطاب أوجلان للعشائر العربية في الجزيرة.. محاولة لإعادة التموضع وتثبيت تحالفات جديدة