الثورة – عبد الحميد غانم:
الحرب الغربية والأميركية ضد الصين قديمة، فمنذ بداية التحول السياسي والاقتصادي في الصين، والنهج الذي اعتمدته لبناء الوطن الصيني على أسس الاستقلال ومرتكزات السيادة ووحدة الجغرافيا والشعب والدفاع عن حقوقها في توحيد البر الصيني وعودة الأجزاء المغتصبة من قبل الغرب الأوروبي (تايوان وهونغ كونغ وماكاو وغيرها)، واتخاذ نهج اقتصادي اشتراكي بخصائص صينية، فقد استنفر الغرب الاستعماري بزعامة الولايات المتحدة للحد من الطموح الصيني، لعلمه بأن المستقبل سيكون فيه مكانة كبيرة للصين اقتصادياً وسياسياً، خاصة وأنها مهيأة لصعود اقتصادي وسياسي، بعد تغلبها على العوائق الداخلية والخارجية التي تعترض طريق نموها وتقدمها وتطورها في مختلف المجالات رغم استمرار وتصاعد الهجمة الغربية والأميركية ضدها.
وقد استطاعت الصين استرداد هونغ كونغ التي حاول الغرب الاستعماري الحؤول دون عودتها من مبادرة الصين (دولة واحدة بنظامين)، لكن الصين نجحت وهي تسعى لعودة تايوان بالطريقة نفسها.
ورغم كل ذلك، لم يتوقف الاستهداف الغربي ضد الصين بأدوات ووسائل مختلفة من تعطيل خطوات استكمال توحيد البر الصيني إلى محاولات التدخل الغربي بالشؤون الداخلية للصين تحت شعارات حق يراد بها باطل، حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية، إلى التحريض الإعلامي ضد الداخل لإحداث شرخ بين الشعب والدولة، إلى التهديدات العسكرية، ثم فرض عقوبات اقتصادية وحصار اقتصادي تقني، ومحاولة عزل الصين سياسياً.. كل تلك المخططات التي باتت معروفة للعالم، والتي تستخدمها ضد سورية وغيرها من الدول التي تقف في وجه الغرب الاستعماري ومخططاته العدوانية.
كل هذه المخططات والإجراءات لم تفلح في ثني الصين عن مواصلة نهجها السياسي والاقتصادي المستقل، وتحقيق إنجازات أبهرت العالم لاسيما على الصعيد الاقتصادي، إذ حافظت على معدلات نمو عالية بحدود ٩ بالمئة طيلة عقود من الزمن، ما سمح للصين بامتلاك اقتصاد ضخم له تأثيره القوي في الاقتصاد العالمي، ما أثار تخوف الولايات المتحدة والغرب عموماً من اتساع حجم الاقتصاد الصيني، وهو ما حصل بالفعل. فضلاً عما وجدته مبادرات الصين الطموحة لتعزيز التنمية والأمن والسلم الدوليين من ترحيب شعوب وحكومات دول المنطقة والإقليم والعالم من كل القارات الإفريقية والآسيوية وأميركا اللاتينية، ووجدت القبول الدولي، حيث وجد العالم في تلك المبادرات الملجأ للتخلص من الأحادية القطبية وسياسات الهيمنة والسيطرة الأميركية والغربية على مقدرات الشعوب وسلب قراراتها المصيرية، فجاءت مبادرات الصين عبر طريق الحرير والحزام والطريق والممر البري والبحري لتجدد الأمل لدول المنطقة للخروج من هيمنة الغرب التي تسببت بكوارث إنسانية ومعاناة كبيرة للشعوب نتيجة الحروب العسكرية والحروب بالوكالة التي وقف وراءها الغرب وأميركا، في حين وجد في مبادرات الصين خطوات ترسيخ التعاون والأمن والاستقرار والسلام الدولي وتعزيز التعاون والتبادل التجاري والتقني وترسيخ الأمن والاستقرار، فكانت محل ترحيب وقبول على عكس مخططات الغرب وأمريكا وممارساتهما العدوانية والاستغلالية.