معانقة التنين

في بلاد التنين كلّ شيء مختلف، ففيها تراث الماضي الآسر يلتقي بمنتجات الحداثة بصورة لا توجد في غيرها ، فالصين التي كانت في يوم سابق استراحة للمستعمرين تحمل على عاتقها مواجهة تبعات الاستعمار بامتلاك الكثير من القوى الناعمة وتقيم أفضل العلاقات مع الكثير من دول ألعالم على أساس المنافع والمصالح المتبادلة والمتناظرة في آن واحد، الأمر الذي جعلها مقصداً لكلّ الحكومات الرافضة للتبعية والهيمنة والمتمسكة بسيادتها لتكون النتائج أشكالاً من التعاون البناء.
واليوم إذ تستقبل الصين قائد الوطن في ظلّ تداخلات وتطورات شديدة التعقيد ، فإن الأمر يتعلق بالأساس المتين الذي بنيت عليه العلاقة ما بين دمشق وبكين والمتمثلة بتوقيع اتفاق شراكة استراتيجية بإلإضافة لاتفاقيات قطاعية أخرى في مجالات الاقتصاد والزراعة والثقافة والإعلام كجزء من التنسيق الاستراتيجي الأوسع ، فما الذي يدفع الصين لتوقيع هذا الاتفاق؟.

لقد عبر الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية بوضوح عن البعد الاستراتيجي للعلاقة مع سورية باعتبارها كانت من أول الدول التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية ودعمت تمكينها من استعادة مقعدها الدائم في مجلس الأمن وبنت علاقتها مع بكين على مبدأ صين واحدة ويجب استعادة جزرها وأراضيها بكل الوسائل الممكنة، ما يعني أن الصورة التي يتم إخراجها الآن في إطار الحفاوة والتكريم تستند إلى أرضية راسخة وموقف يضرب الرؤى الأميركية والغربية عرض الحائط ولا يلتفت للأكاذيب والروايات الملفقة والاتهامات ويقدم نموذجاً للتعاون البناء في ظل النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب الذي يكفل ويضمن الأمن والاستقرار والسلام ويمنع انتشار الإرهاب ، وذلك ضمن سلسلة إجراءات تخدم هذه الاستراتيجية القائمة على مبدأ المساواة والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول .
وتكمن أهمية هذه الزيارة من حيث الزمان والمكان والتوقيت في المقصد الكبير ، وهو الصين المنافس الحقيقي للولايات المتحدة الأميركية وعدوها الأول والمرشح لاحتلال الموقع الأول في الاقتصاد العالمي خلال سنوات قليلة باعتباره يحقق أعلى نسبة نمو في التاريخ البشري ، وسوف ينعكس ذلك دعماً وتعاوناً لسورية ويبعث رسالة لواشنطن مفادها إن عقوباتكم وإجراءاتكم القسرية أحادية الجانب لا تعني الحكومة الصينية في شيء وستكون المعاهدات الموقعة موضع التنفيذ العملي في ميادين إعادة الإعمار والمشاريع الإنتاجية وفتح مجالات الاستثمار في سورية التي بدأت تحقق استجابة تشريعية وقانونية تتوافق والمرحلة الزمنية الراهنة والظروف القائمة على المصالح المشتركة وتبادل المنافع ، الأمر الذي لن يطول انتظار نتائجه الإيجابية في مختلف القطاعات وانعكاساتها على الحياة المعيشية للمواطنين سريعاً ، لأن المعاهدة الاستراتيجية تمنح هذه المزايا للبلدين لتحقيق واقع أفضل ، نراه قريباً جداً وخاصة في مجال إعادة الإعمار والاستثمار الزراعي والتنمية ، ما يدفعنا لمحاولة تعلم اللغة الصينية والترحيب بكلمة : نيهاو.

آخر الأخبار
أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية