دعوات مقدسية للتصدي وإفشال مخططات التهويد والاحتلال يغلق شوارع القدس لتأمين اقتحام ميليشيات المستوطنين للأقصى
الثورة _ ناصر منذر:
يصعد الاحتلال الإسرائيلي، وميليشيات مستوطنيه جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني، ومقدساته الإسلامية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، في إطار حربهم المفتوحة على الوجود الفلسطيني، وضمن محاولات استكمال عمليات التهويد الممنهجة للمعالم الحضارية والإسلامية للشعب الفلسطيني، وتكريساً لسياسة الاحتلال، وسط تعامٍ دولي واضح، يشجع مسؤولي الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم من دون أي محاسبة دولية رادعة.
وفي خطوة جديدة تمثل حلقة إضافية من سلسلة الإجراءات التصعيدية لميليشيات المستوطنين، اقتحم اليوم مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من قوات الاحتلال، لإحياء ما يسمى «عيد الغفران»، ونفذوا جولات استفزازية في ساحات الأقصى، وتلقَّوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدَّوا طقوساً تلمودية في ساحات المسجد وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا المكان من جهة باب السلسلة.
وأفادت وكالة وفا بأن 351 مستوطناً اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات، ضمت كل مجموعة 50 مستوطناً، فيما منعت قوات الاحتلال المرابطات المبعدات عن المسجد الأقصى من الصلاة والتواجد عند أبوابه.
ولليوم الثاني على التوالي، تواصل قوات الاحتلال إغلاق عدد من شوارع مدينة القدس، ونصبت الحواجز في البلدة القديمة التي تحولت إلى ثكنة عسكرية، حيث وضعت آلياتها الكتل الإسمنتية في شوارع رئيسية بالقدس، وفرضت إغلاقاً وحصاراً، لتسهيل اقتحامات المستوطنين للأقصى ولساحة البراق، ضمن استغلالهم لما يسمى موسم الأعياد اليهودية.
وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها على دخول المصلين الوافدين من القدس وأراضي الـ48 إلى الأقصى، ودققت في هوياتهم، ومنعت دخول الطلاب إلى مدارسهم داخل المسجد.
ويواصل المقدسيون دعواتهم للحشد والرباط في القدس والأقصى خلال الأيام المقبلة، لإفشال مخططات المستوطنين ومساعي التهويد المستمرة بحقه، والتصدي للاقتحامات الجماعية للأقصى التي تستمر حتى الأسبوع الأول من تشرين الأول المقبل.
وأمس الأحد، أفادت دائرة الأوقاف الفلسطينية بأن 675 مستوطناً، بينهم المتطرف يهودا غليك اقتحموا الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدَّوا طقوساً تلمودية.
وارتبط ما يسمى موسم الأعياد اليهودية بتصعيد العدوان على المسجد الأقصى، فخلال هذه الفترة، يزداد عدد المقتحمين، ويتعمدون تنفيذ طقوسهم الاستفزازية بشكلٍ علني.
ورداً على انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بوقف ازدواجية المعايير وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية بما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين.
وحذرت الخارجية في بيان اليوم نقلته وكالة وفا من تعايش المجتمع الدولي مع المعاناة الفلسطينية اليومية الناتجة عن انتهاكات الاحتلال وجرائمه وكأنها أمر اعتيادي لا يستدعي أي تدخل أو موقف جدي، مشددة على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته وإجبار الاحتلال على وقف جميع إجراءاته أحادية الجانب، وعدم الاكتفاء ببعض البيانات والمواقف الإعلامية التي لا تجد أي صدى لها ولا تترجم إلى خطوات وأفعال عملية للجم العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.