وفاء فرج
تمكين المنشآت الصناعية في المناطق والمدن الصناعية من العودة للعمل والإنتاج وتشجيع القائم منها وتحفيزهم، بعد حرب طويلة تعرضت فيها هذه المنشآت للأضرار والتخريب يتطلب إعادة تأهيل البنى التحتية وتأمين احتياجاتها من الخدمات، وخاصة أن أصحاب هذه المصانع أعادوا ترميمها وتأهيلها وما ينقصهم اليوم خدمات تعتبر ضرورية ومن هذه المناطق تل كردي التي يناشد صناعيوها بإصدار المخطط التنظيمي للمنطقة، فهل كان لدى المعنيين آذان مصغية، وكيف تحدث الصناعيون عن همومهم للثورة ؟
نائب رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها لؤي نحلاوي قال: إن أكثر معوقات استعادة منطقة تل كردي فعاليتها وموقعها الصناعي المهم كما كانت قبل الأزمة هو عدم إصدار المخطط التنظيمي حتى الآن مبيناً أنه خطوة أساسية وضرورية جداً لتنشيط عمل منطقة تل كردي حتى تكتسب صفتها كأراض ليست زراعية وإنما صناعية بما يسمح للصناعيين بالترخيص والبناء ضمن الأصول والقوانين النافذة مبيناً أنه في ظل بقاء هذه الأراضي كزراعية لا يسمح للصناعي بإعادة الترميم أو التوسع في منشآته نظراً لغياب المخطط التنظيمي الذي يحدد هوية المنطقة إن كانت صناعية أو زراعية وبالتالي المخطط التنظيمي هو أساس انطلاق هذه المنطقة.
وأشار نحلاوي إلى أن من ضمن الخدمات الغائبة عن المنطقة هو ضعف الشبكات الخليوية (سيريتل وMTN) بشكل كبير، وتم إعطاؤنا الوعود الكثيرة بتحسين شبكات الهواتف الجوالة وإلى الآن لم يتم التنفيذ إضافة إلى أن شبكة الهاتف الأرضي تم ربطها بمقسم في المدينة الصناعية وعند انقطاع التيار الكهربائي وغياب شواحن الطاقة يؤدي إلى انقطاع الاتصالات، ناهيك عن غياب بوابات الإنترنت وبالتالي غياب النت عن شبكة الخليوي وعن شبكة الأرضي جعل تطبيق تصديق الفواتير وربطها مع هيئة الضرائب والرسوم غير الممكن .
ولفت إلى سوء واقع الكهرباء في المنطقة حيث الانقطاع المتكرر للكهرباء، وبشكل يومي ولفترات متقطعة، ما تسبب بعدم انتظام العمل، الأمر الذي يشكل عائقاً كبيراً أمام دوران عجلة الإنتاج وخاصة المعامل التي لديها آلات سحب وحقن والتي يوجد فيها عمليات تسخين، وبينما يتم تشغيل المولدة يتسبب ذلك بخسارة وضرراً على الصناعيين، منوها إلى مشكلة أخرى تتعلق بحفر آبار لصالح المدينة الصناعية لضخ المياه للمدينة، فعندما تم حفر الشوارع وتمديد شبكة المياه إلى عدرا الصناعية لم يتم إعادة تعبيد الطرقات.
ونوه بأن طريق تل كردي الداخلي يعمل بنصف طاقته والنصف الآخر من الطريق هو عبارة عن جور ليس بمقدور السيارات الكبيرة ولا الصغيرة السير فيه منذ أكثر من نصف عام، حيث خاطبنا المدينة الصناعية وكان الرد بعدم وجود مخصصات لديهم ووعود برصد مبالغ له لإعادة التعبيد لكن دون جدوى لافتاً إلى الحديث عن إنارة الشوارع بأجهزة طاقة شمسية لإنارة المنطقة ليلاً بهدف تخفيف السرقات التي تحدث في الليل وإلى الآن هذا الأمر لم يتم تفعيله.
وبين أهمية تفعيل المستوصف في بلدة تل الصوان لخدمه أهل المنطقة وإسعاف العمال علماً أن المعامل ِجهزت المستوصف بالكامل، وتأمين محطة أوكتان للصناعيين أسوةٌ بالمناطق الصناعية الأخرى لتخفيف المشقة والعبء في الحصول على المحروقات وبإعادة تفعيل برامج دعم الصادرات بالنسبة للصناعة المحلية كالألبسة والخيوط لتمكين الصناعيين من تسديد التزامات الشركات المصدرة كدفع الضرائب ورسوم التأمينات الاجتماعية وغيره بما يعيد المنتجات الوطنية إلى المنافسة وتأمين القطع الأجنبي، ذلك أن تمويل الصادرات رفعت الكلفة وحَدَّت من إمكانية التصدير إلى جانب توفير الحماية في منطقة تل كردي للحد من السرقات.
وأشار النحلاوي إلى لقاء وزير الصناعة الدكتور عبد القادر جوخدار مع صناعيي تل كردي حيث أكد فيه على أحقية طروحات ومطالب الصناعيين وأنها محل اهتمام ومتابعة من قبل الحكومة، وسيتم العمل على إيجاد حلول لها بأسرع وقت ممكن وفق الإمكانيات المتاحة مبيناً أن تطوير المنطقة الصناعية في تل الكردي من أولويات العمل وأنه سيتم لحظ جميع هذه المطالب ومتابعتها مع الوزارات المعنية بما يحقق دعم العملية الإنتاجية واستمرار تشغيل اليد العاملة وضخ المنتجات في الأسواق ودعم الصادرات لما له من أثر مهم كبير وإيجابي على الاقتصاد الوطني بشكل عام وعلى الصناعة والصناعيين.
وفي توجهنا إلى المهندسة أديبة بعلبكي مدير المناطق الصناعية في ريف دمشق أوضحت أن المخطط التنظيمي لمنطقة تل كردي جاهز وتمت دراسته وهو حالياً في وزارة الأشغال العامة والإسكان بحاجة إلى موافقة واعتماد الوزارة.
واعتبرت أن المنطقة الصناعية مخدمة بالكامل سواء من منشآت خاصة ومن المفترض التنسيق مع الصناعيين بشان تخديمها.
السابق