أرسلت الصين دعوة للرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى لزيارة الصين، كان التحدي واضحاً لكسر الحصار أحادي الجانب والمجحف بحق الشعب السوري، حين وصلت الطائرة الرئاسية واستقبل ضيف الصين الكبير، غير عابئ التنين الصيني بالعقوبات الأميركية المفروضة على سورية.
الزيارة في أول نتائجها وأسرعها ما أعلنت عنه الصين أن العلاقة مع سورية استراتيجية.. ومنها كانت الصفعة الأولى لأعداء سورية، ونقطة قوة للدولة السورية بكل تفاصيل هذه الزيارة.
طرح المبادرات الأمنية والتنموية والاقتصادية هي بوابات مفتوحة لعالم جديد كما وصفها السيد الرئيس.
أما مفاعيل الزيارة تحت عنوان الحزام والطريق هي مخرز في عين القرارات الأميركية والعقوبات المفروضة على سورية.
العلاقات الصينية السورية تاريخية، ولعل الحرب على سورية كان أحد أركانها قبل أكثر من اثني عشر عاماً هو إعلان سورية للتوجه نحو الشرق، وكذا بداية دراسة لإحياء طريق الحرير، والتركيز على تدمر.. هذا ما جعل الدواعش يحاولون تدمير تدمر واستهدافها بشكل مباشر.
أميركا تخشى التنين الصيني الذي انكفأ على نفسه زمناً حتى أصبحت الصين قوة اقتصادية عالمية، لتظهر بعد ذلك قوة سياسية عندما استخدمت الفيتو ضد قرارات جائرة بحق سورية لوضعها تحت الفصل السابع، الصين قراراته تتخذ بتأنٍ وبعد دراسات معمقة. وعند توجهها لسورية يعني أنها جادة في كسر الحصار لرفع المعاناة عن الشعب السوري، الذي أعرب عنه مسؤولوهم في لقاءات الوفد السوري. وبالتالي هي ليست جمعية خيرية، وتعرف تماماً أن دخولها في إنعاش الاقتصاد السوري عبر الاستثمارات وإعادة الإعمار، فيه تحد للعالم الغربي وإثبات لوجودها في الساحة العالمية، كما أنها تعرف أن بوابتها للمتوسط هي سورية، وأنها غير عابئة بما دعته الولايات المتحدة طريق الهند. وأن الأوضاع العالمية مواتية لهذه الخطوة بعد البريكس وتطورات العمل فيه ودخول خمس دول جديدة، وأن الدولار المتحكم بالعالم تتلاشى قوته باعتماد العملات الأخرى في التعامل، وكذلك المجموعة الإفريقية لاستعادة قوة اقتصاد القارة السمراء والوقوف بوجه فرنسا ونهابي خيراتها لإفقار شعوبها وهي الأغنى عالمياً. إن تحرك الصين بمشروع الحزام والطريق مبني على أسس قابلة لإنجازه ونجاحات الولوج إليه.
هي تطرح مشاريع استثمارات تعزز الاقتصاد الوطني وتشارك في إعادة الإعمار. وهذا أمر فيه مصالح مشتركة تحسن الاقتصاد السوري وتعود بالفائدة على الاقتصاد الصيني. والعامل الأساس هو قوة الاقتصاد الصيني، والعمل على تعزيز ثقافات الشعوب الذي تعمل لأجله الصين.
لقاء السيدة الأولى مع الطلاب الدارسين للغة العربية أكد ترسيخ ثقافات الشعوب بتعزيز لغاتها الأم، التي تسعى دول الاستعمار لمحاربتها وطمس الهوية وتفتيت الوعي الشعبي الذي تعززه اللغة.. ما لا ينفي ضرورة التعرف على لغات أخرى وتعلمها.
الزيارة مكتملة الأركان على الصعد كافة، وما زيارات مواقع المشاريع الصغيرة بنتائجها المبهرة في تعزيز الاقتصاد الوطني، إلا تأكيد على ما دعا إليه السيد الرئيس بشار الأسد غير مرة لرفع مستوى الاقتصاد الوطني؛ مهما كانت قوة الحصار الجائر. والتجارب الصينية بنتائجها الناجحة لابد ترفع من تحقيق ذلك.
سفر ميمون وعودة بالسلامة للسيد الرئيس والوفد المرافق. مع الأمنيات بالعمل الجاد من المسؤولين السوريين لترجمة نتاج هذه الزيارة وبانتظار دخول الصين بقوتها الاقتصادية، الأمر الأهم أن التجاوب من مؤسساتنا يبنى على عدم التواكل والبعد عن الفساد والجودة في الإنجاز، ويجب أن تكون نتائج هذه الزيارة على مبدأ رابح رابح.
وكل عام وأمتنا بألف خير بمناسبة المولد النبوي الشريف علها تكون بداية لمولد فجر نصر جديد فالحرب ساحات والاقتصاد ساحة مهمة في حياة الشعوب المنتصرة.

السابق
التالي