الثورة – ترجمة وجيها رومية:
شددت القيادة العليا في الصين على بذل الجهود للمشاركة بنشاط في إصلاح منظمة التجارة العالمية وتحسين القدرة على التعامل مع الانفتاح رفيع المستوى.
وقد أدلى شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بهذه التصريحات أثناء ترؤسه جلسة دراسة جماعية للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني يوم أمس الأربعاء، حسبما ذكرت وكالة أنباء شينخوا.
وحث على بذل الجهود للمشاركة الكاملة في إصلاح منظمة التجارة العالمية، وتعديل القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية، مع تعزيز الإصلاح العميق والتنمية عالية الجودة مع الانفتاح رفيع المستوى.
وقال إن تغيرات تاريخية حدثت في العلاقة بين الصين ومنظمة التجارة العالمية، مشيراً إلى أن البلاد نمت تدريجياً من متلقٍ سلبي ومتكيف نشط مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية، إلى مشارك مهم في هذا المجال.
وقال شي إن الحقائق أثبتت أن قرار الصين بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية كان قراراً صائباً تماماً، حيث إن الانضمام لم يسرِّع التنمية في الصين فحسب، بل أفاد أيضاً بقية العالم.
وشدد على ضرورة التمسك بالاتجاه العام للعولمة الاقتصادية، ودعم التجارة الحرة والتعددية الحقيقية، ومعارضة الأحادية والحمائية، ومعارضة تسييس مفهوم الأمن الوطني واستخدامه كسلاح، وتوسيع نطاقه في القضايا الاقتصادية والتجارية، وبناء اقتصاد عالمي مفتوح.
وسلط الخبراء الضوء على مشاركة الصين الاستباقية في إصلاح منظمة التجارة العالمية، والتزامها بالانفتاح والمساهمة في التعددية والتجارة الحرة.
وقال دونغ شاوبنغ، وهو باحث كبير في معهد تشونغيانغ للدراسات المالية، لصحيفة غلوبال تايمز يوم الأربعاء إن انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية أدى إلى تعزيز التجارة العالمية، وذلك بفضل المزايا التي تتمتع بها الصين من حيث السكان والموارد ونظام الصناعة المتطور.
كما أكد دونغ على أن دور الصين كمصنِّع عالمي ساعد في تحقيق التوازن في أسعار البضائع العالمية وتخفيف التضخم العالمي.
وقال لي يونغ، زميل أبحاث كبير في الجمعية الصينية للتجارة الدولية، لصحيفة غلوبال تايمز يوم الأربعاء إن التزام الصين بمواصلة الانفتاح عالي الجودة سيسهم في دور الصين “حامل لواء” التجارة الحرة والاستثمار والعولمة، والتي تواجه رياحاً معاكسة في ظل الوضع الجيوسياسي العالمي المعقد.
وقال لي إن الصين باعتبارها أكبر دولة تجارية وثاني أكبر اقتصاد وأكبر سوق استهلاكية في العالم، فإن المزيد من الانفتاح في الصين سيعود بالنفع على الدول الشريكة.
ومنذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية قبل أكثر من 20 عاماً، أصبحت الصين أكبر تاجر للسلع في العالم وشريكاً تجارياً رئيسياً لأكثر من 140 دولة ومنطقة، حيث ساهمت بمتوسط ما يقرب من 30 في المائة في النمو الاقتصادي السنوي في العالم، كما يرى الخبراء أن تنمية الصين، التي تركز على “التداول المحلي”، لا تعادل سياسة الانعزالية أو التخلي عن السوق الدولية، كما روجت بعض وسائل الإعلام الغربية.
“التداول المزدوج”، نموذج التنمية الجديد الذي تبنته الصين في عام 2020، يتخذ من السوق المحلية دعامة أساسية، بينما يسمح للأسواق المحلية والأجنبية بتعزيز بعضها البعض.
وقال دونج إن الاقتصادات الكبيرة مثل الصين والولايات المتحدة والهند ينبغي أن تركز على التداول الاقتصادي المحلي، وهو الأساس لتوليد تأثيرات غير مباشرة على العالم الخارجي ودفع النمو الاقتصادي العالمي.
وقال دونغ : إن إستراتيجية “التداول المزدوج” التي تنتهجها الصين تتماشى مع الاتجاه المعتاد للاقتصادات الكبيرة، كما أن الوصم الذي تتعرض له الصين من قبل بعض وسائل الإعلام الغربية يكشف سوء فهمها وجهلها.
وقال الخبراء إن استراتيجية “التداول المزدوج” ستجعل الصين أكثر استباقية في انفتاحها، وتعزز بشكل فعال مرونتها في مواجهة المخاطر، كما أنها تمثل أيضاً استجابة لـ “الانفصال” الغربي عن الصين.
في الواقع، كانت الصين تستكشف باستمرار مستويات أعلى من الانفتاح، ويعمل بناء مناطق التجارة الحرة التجريبية بمثابة استكشاف استباقي.
وذكرت شينخوا أن شي أصدر مؤخراً تعليمات بشأن تعزيز تطوير مناطق التجارة الحرة.
ودعا إلى أن تكون رائدة للمضي قدماً والتغلب على الصعوبات، واستكشاف مجال أوسع وعلى مستوى أعمق، والسعي لبناء مناطق التجارة الحرة التجريبية على مستوى أعلى.
وقال إنه من الضروري مواءمة القواعد المحلية مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية بمعايير عالية، ومواصلة تعزيز الانفتاح المؤسسي، وتعزيز التخطيط الشامل والتكامل المنهجي للإصلاح، وتعزيز التنمية المبتكرة للسلسلة الصناعية بأكملها.
ومنذ إنشاء أول منطقة تجارة حرة تجريبية في شانغهاي في عام 2013، أنشأت الصين حتى الآن 21 منطقة تجارة حرة، وميناء هاينان للتجارة الحرة.
وفي السنوات العشر الماضية، تمت صياغة 278 ابتكاراً مؤسسياً في مناطق التجارة الحرة ثم تكرارها على مستوى البلاد، بما في ذلك تسهيل الاستثمار وتحرير التجارة والانفتاح المالي، من بين مجالات أخرى، حسبما ذكرت شينخوا.
المصدر – غلوبال تايمز
