الثورة – أسماء الفريح:
واصل قطعان المستوطنين اعتداءاتهم على الفلسطينيين ومقدساتهم، حيث جدد المئات منهم صباح اليوم تدنيس باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما اقتحم عشرات آخرون قرية جلبون في جنين وعاثوا فيها فساداً.
وذكرت وكالة وفا أن 602 مستوطن اقتحموا باحات الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة وأدَّوا طقوساً استفزازية في باحاته، في الوقت الذي انتشرت فيه قوات الاحتلال بشكل كبير داخله وعرقلت تنقل الفلسطينيين فيه لتسهيل اقتحام المستوطنين.
واعتدت قوات الاحتلال على المرابطة المقدسية هنادي حلواني، وأفرغت منطقة باب السلسلة بالبلدة القديمة من الأهالي بالقوة بعد أن فرضت سلطات الاحتلال قيوداً على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس وأراضي عام 1948، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضها.
وفي جنين، ذكر رئيس المجلس القروي في جلبون إبراهيم أبو الرب بأن عشرات المستوطنين اقتحموا القرية ومارسوا أعمالاً استفزازية بحق الفلسطينيين ومنازلهم فيما أعلنت مديرية تربية جنين عن تعليق دوام المدارس في القرية بسبب عملية الاقتحام.
وفي نابلس، أفاد رئيس بلدية سبسطية محمد عازم للوكالة بأن أعداداً كبيرة من قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وأغلقت المنطقة الأثرية ومنعت الدخول إليها والخروج منها كما داهمت عدة منازل محيطة بالمنطقة وعاثت خراباً في ممتلكات الفلسطينيين ما اضطر بعض الأهالي إلى عدم إرسال أطفالهم إلى المدارس.
وأضاف بأن قوات الاحتلال أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى المنطقة الأثرية والبلدة القديمة وحولت عدة منازل إلى ثكنات عسكرية واعتلى قناصة الاحتلال أسطح بعض المنازل وانتشرت القوات بداخلها ومنعت أصحابها من الدخول إليها والخروج منها، كما خلعت أبواب بعض المحلات التجارية المحيطة بالمنطقة الأثرية وخربت محتوياتها.
وأشار إلى أن الاقتحام يأتي بذريعة تأمين اقتحام مئات المستوطنين للمنطقة الأثرية خلال اليوم.
وبيَّن بأن المستوطنين نصبوا خياماً بالمنطقة الأثرية محذراً من مخططات الاحتلال بفرض أمر واقع على الأرض بإقامة نواة للمستوطنين في تلك المنطقة وتهويدها.
هذا وأكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح أن مواصلة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك وتأدية طقوس استفزازية إلى جانب غيرها من الاعتداءات هي مخططات عدائية تنتهجها حكومة الاحتلال بهدف إفراغ المدينة المقدسة وترحيل أصحابها الأصليين والسيطرة على الأقصى.
وحذَّر فتوح من استمرار صمت المجتمع الدولي على هذه المخططات التهويدية التي تستهدف المسجد الأقصى وأهالي البلدة القديمة مناشداً أبناء الشعب الفلسطيني بالرباط والدفاع عن الأقصى المبارك وجميع الأماكن المقدسة.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها اليوم أنها تواصل تنسيق جهودها وحراكها مع الأردن وعلى المستويات كافة لتوفير الحماية الدولية للقدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى موضحة أن حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن اقتحامات المستوطنين للأقصى المبارك وتداعياتها وعن أي إجراءات تصعيدية تستهدف القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية.
وشددت على أن المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة فشلت حتى اللحظة في احترام قراراتها ذات الصلة، وتتحمل المسؤولية عن غياب إرادتها في تنفيذها، وتطبيق القانون الدولي على الحالة في فلسطين المحتلة.
وقالت إنها تنظر بخطورة بالغة إلى التصعيد الحاصل بشكل منهجي ومدبر مسبقاً في اقتحامات المستوطنين للأقصى والمنطقة المحيطة به والبلدة القديمة من القدس المحتلة وكذلك التصعيد المتواصل في أداء المزيد من الطقوس الاستفزازية بهدف تكريس التقسيم الزماني للمسجد وتصعيد الإجراءات المتبعة وتهيئة المناخات للانقضاض عليه وتقسيمه مكانياً إن لم يكن السيطرة عليه بالكامل وهدمه، مؤكدة أن استهداف الأقصى يندرج في إطار مخطط استعماري يهدف إلى تهويد القدس وتغيير واقعها التاريخي والسياسي والديموغرافي والقانوني.
