الثورة – أيمن الحرفي:
كثيرة هي الأماكن السياحية الجذابة في طهران، ولكن أن تستطلع المدينة من أعلى برج ميلاد، فالأمر مختلف تماماً، هنا تستطيع الرؤية بمنظار آخر وكأنك في الطائرة وتنظر إلى العاصمة من فوق، فترى جبالها الشاهقة المغطاة بالثلوج، وتشاهد بناياتها الشاهقة وكأنها بحجم الأصبع، وتظن نفسك ستقفز إلى بحيرتها الصناعية وتستمع بمائها البارد.
ليس برج ميلاد هو محطتنا الأولى والأخيرة، ونحن نزور العاصمة الإيرانية ضمن وفد صحفي بدعوة الأصدقاء، بل زرنا المعالم السياحية والفكرية والمتاحف، وفي “بستان الكتب” التقطنا الصور مع تلك المكتبة الضخمة التي تحوي ستة ملايين كتاب ومائة وعشرين ألف عنوان، بجميع لغات العالم وهي أكبر “بستان كتب” في غرب آسيا.
وتقسم إلى ثلاثة أقسام، قسم لكتب الكبار، وآخر لكتب الأطفال، وثالث يضم السينما والاستراحات والأماكن المخصصة لدراسة الطلاب، وفي طريقنا إلى ذاك البستان مررنا بجسر الطبيعة المؤلف من ثلاثة طوابق يصل بين حديقتين حديقة أعمدة النار والماء حيث تخرج النار من تلك الأعمدة و تتماوج مع الماء وتتوسطها بحيرة ماء، والذي صممته طالبة إيرانية تدرس الهندسة ولم تتجاوز الـ ٢٠ عاماً من عمرها.
في الطريق إلى المعالم والأماكن الأخرى تشاهد الجسور والأبنية والأنفاق، غير أن الأنفاق يذهلك تصميمها الرائع، حيث الدقة والترتيب والتنظيم بكل شيء وقد بنيت تحت المدينة وتغطي كامل مساحتها التي تزيد مساحتها على ٧٥٠ كم وعدد سكانها ١٠ ملايين نسمة.
وكان لزيارة برج ميلاد الأثر الجميل في نفوسنا فهو برج يصل ارتفاعه إلى ٤٣٥ متراً، ويتم الوصول إلى قمته عبر مصعد سريع، ففي كل ثانية يصعد ٧ أمتار، وهو ويعد السادس عالمياً من حيث الارتفاع، وتم الانتهاء من بنائه عام ٢٠٠٧، وكان الافتتاح عام ٢٠٠٨ وفي غرفه العليا شخصيات من الشمع لأبطال في الرياضة وأسماء لفنانين وكتَّاب و شعراء أسهموا في نهضة إيران الثقافية والفنية والرياضية.
كما يوجد في البرج أماكن للترفيه والألعاب الخاصة بالأطفال وألعاب تحدٍ للكبار كهبوط المهاجرين من أعلى البرج ولكن ضمن شروط التقييد من الأرجل..
ثم زرنا وكالة الأنباء الإيرانية IRNA وتنقلنا بين أقسامها وتعرفنا على طبيعة عملها، وفيها قسم للغة العربية وقسم لترجمة الأخبار للكثير من لغات العالم، وتحدث لنا مدير الوكالة عن تأسيس الوكالة عام ١٩٣٤، و عن أرشيفها الغني الذي يحوي ٨ ملايين صورة من العالم.
وتتبع للوكالة صحف الوفاق باللغة العربية، وصحيفة إيران ديلي باللغة الإنجليزية، وإيران الرياضي باللغة الفارسية، وإيران سفيت للمكفوفين بلغة برايل، وأشار مدير الوكالة إلى أن إيران أطلقت قمراً صناعياً محلياً مؤقتا للاتصالات، وسيتطور عمله مع الأعوام القادمة، ثم زرنا جريدة الوفاق الناطقة باللغة العربية التي تنشر الأحداث في إيران والمنطقة العربية. وتحدث رئيس التحرير عن أقسام الجريدة ومختلف القضايا المتعلقة بالنشر والتوزيع و الانتشار في إيران و الوطن العربي