يمن سليمان عباس ..
لن تخونني الذاكرة ابدا اليوم بعد نصف قرن على أول حروب الكرامة والنصر .. كنت طفلة في الصف السادس الابتدائي حين عاد أبي وهو يرتدي لباسه العسكري .. يحمل الكثير من الخبز والأشياء مع أنه كل يوم يفعل ذلك ..
كان مبتسما يتحدث إلينا موجها الكثير مما لم نكن لنعرف كيف نستكشف معناه ..
وأردف قائلا : ربما تذهبون إلى القرية استراحة لفترة ..
ودعنا واحدا واحدا ..ولم يكد يمضي ذلك النهار حتى كانت أخبار النصر المباشر منذ الساعات الأولى..
جيشنا العربي السوري يلقن الأعداء دروسا لن ينساها ..
وتوالت الانتصارات واستعادت الأمة ثقتها بالقادم ..غسلت مرارة الهزيمة.
الكل في عرس النصر ..
تشرين الكرامة والنصر…موسم الزيتون غدا أكثر نضارة زراعة القمح امتدت إلى ما لا نهاية.
ترسخ النصر حكايات وأفعالا ..تغير كل شيء..
ذهب اليأس الذي ران على قلوب المبدعين والشعراء ..
اليوم خمسون عاما على النصر الذي مازال يكتب كل يوم صفحة جديدة.
ومهما حاول الأعداء اغتياله فلن يفلحوا ..نحن حراسه ..من مداد الشعر في تشرين نقتطف
يقول الشاعر:
محمد كامل الصالح
بذرت في الأرض حبات الشموس فيا
للزهو أي سنا في أرضنا شهدوا
إن لم تك الفتح حقاً أنت عافية
لأمتي.. يرتديها البنت والولد
لولاك حمّى حزيران بنا فتكت
وما نجا بيننا من شرها أحد
غيرت منا، فلم تهدر مدافعنا
في الجو حتى أفاقت أنفس جدد
شهر الجنى زرعوا أجسادهم قيماً
على ثراك فياالله ما حصدوا
تباركوا جذوة شبت بهم أنفاً
فما خبوا أبداً إلاّ ليتقدوا
دوى الصهيل فردته على فرق
روح السهوب وعانى وهجه الجلد
تحية إلى تشرين عبد الرحيم الحصني
مضى حزيران وانزاحت مزاعمه
من الصدور وصد الحق ماكذبا
تشرين حطّم جدار الصمت وارو لنا
من الملاحم فصلا يسكر الحقبا
كيف النسور على أطوادهم عبروا
مسرى النجوم وكيف استصغروا الحقبا
تشرين قبّل أخي الجندي وارم على
أقدامهالمخمل الوردي والقصبا
عادت ملامح شعبي بعدما خفيت
كأنها في خيالي ذكريات صبا
خمس وعشرون مرت ماعرفت بها
إلا التوجع والآلام والنصبا
تشرين ضمّدت جرحا داميا سئمت
منه الأساة زمانا والعلاج نبا
هبّت رياحك في الجولان فانتفضت
رمال سيناء عزما هادرا عجبا
تشرين أهديتني نفسا سهرت على
لقائها زمنا لا أطبق الهدبا
واليوم جددت ياتشرين من أملي
مانال منه الأسى واغتمّ واكتأبا
أما الشاعر عبد الرحيم الحصني فيقول :
مضى حزيران وانزاحت مزاعمه
من الصدور وصد الحق ماكذبا
تشرين حطّم جدار الصمت وارو لنا
من الملاحم فصلا يسكر الحقبا
كيف النسور على أطوادهم عبروا
مسرى النجوم وكيف استصغروا الحقبا
تشرين قبّل أخي الجندي وارم على
أقدامهالمخمل الوردي والقصبا
عادت ملامح شعبي بعدما خفيت
كأنها في خيالي ذكريات صبا
خمس وعشرون مرت ماعرفت بها
إلا التوجع والآلام والنصبا
تشرين ضمّدت جرحا داميا سئمت
منه الأساة زمانا والعلاج نبا
هبّت رياحك في الجولان فانتفضت
رمال سيناء عزما هادرا عجبا
تشرين أهديتني نفسا سهرت على
لقائها زمنا لا أطبق الهدبا