الثورة – ميساء الجردي:
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقلق أو بالفزع من حين إلى آخر، أما إذا كان الإحساس بالقلق يتكرر في أحيان متقاربة دون أي سبب حقيقي إلى درجة أنه يعيق مجرى الحياة اليومي الطبيعي فالمرجح أن هذا الإنسان يعاني من اضطراب القلق، هذا الاضطراب يُسبب القلق الزائد وغير الواقعي وشعورًا بالخوف، وهو يفوق ما يمكن اعتباره رد فعل طبيعيًا على حالة معينة.
وعليه تبين الدكتورة كناز شيخ رئيسة الرابطة السورية للصحة العامة وطب المجتمع أن الإصابة بالقلق تندرج أسفل عدة أنواع مختلفة فهناك رهاب الخلاء (Agoraphobia): وهو الخوف من الميادين والتواجد في الأماكن العامة. وهناك القلق الذي يأتي نتيجة الإصابة بمشكلة طبية وحالة صحية معينة، واضطراب القلق المتعمم والقلق الزائد من القيام بأي نشاط أو الانخراط بأي أحداث حتى الروتينية، وهناك اضطراب الهلع (Panic disorder): هي سلسلة من القلق والخوف التي تصل إلى أقصى مستوياتها خلال دقائق قليلة، وقد يشعر المصاب بهذا النوع من القلق بضيق وتسارع في التنفس وألم في الصدر. إضافة لوجود أنواع أخرى تتعلق بالرهاب الاجتماعي الذي هو الخوف من الانخراط في الأحداث الاجتماعية والشعور بالخجل وقلة الثقة بالنفس. أو بالطفولة ويسمى الصمت الاختياري الذي هو عبارة فشل الأطفال في الكلام في مواقف محددة، مثل: التواجد في المدرسة. وهناك اضطراب طفولي يتمثل في الخوف والقلق من الانفصال عن الوالدين.
بين الأعراض والأسباب
تختلف أعراض القلق من حالة إلى أخرى، سواء من حيث نوعية الأعراض المختلفة أو من حيث حدتها، وتشمل .. الصداع والعصبية وصعوبة التركيز والتعب والشعور بغصة في الحلق وقلة الصبر والأرق وفرط التعرق وضيق النّفـَس، وآلام في البطن وقد يشعر المصاب بالقلق بأنه قلق جدًا حيال أمنه الشخصي وأمن أحبائه، أو قد يتولد لديه شعور بأن شيئًا سيئًا سيحدث حتى إذا لم يكن هناك أي خطر محسوس، تبدأ نوبة القلق عادةً في سن مبكر نسبيًا.
تبين الدكتورة كناز شيخ بأن القلق حاله حال معظم الاضطرابات النفسية من غير الواضح تمامًا ما هو المسبب المباشر، إذ يعتقد الباحثون بأن مواد كيميائية طبيعية في الدماغ تسمى الناقلات العصبية، مثل: السيروتونين (Serotonin) والنورأدرينالين (Noradrenaline) تؤثر في حصول هذه الاضطرابات. وعليه يمكن الافتراض بأن لهذه المشكلة مجموعة متنوعة من الأسباب، تشمل اضطراب الهلع واضطراب القلق المتعتم واضطراب الرهاب واضطراب التوتر والإصابة ببعض الأمراض، مثل: السكري، وأمراض القلب. ولكن بالمقابل هناك عوامل تزيد من شدة القلق مثل: الطفولة القاسية فالأطفال الذين عانوا من صعوبات أو ضائقة في طفولتهم بما فيها كونهم شهودًا على أحداث صادمة، مثل: الإصابة بأمراض خطيرة كالسرطان قد يصابون بنوبة من القلق، أو التخوف من المستقبل وما يحمله كالحالة الاقتصادية. وكذلك موضوع التوتر النفسي قد يُولّد شعورًا بالقلق الحاد، فمثلًا: المرض الذي يستدعي التغيب عن العمل مما يسبب خسارة في الأجر والدخول من شأنه أن يسبب توترًا نفسيًا، وهناك جوانب تتعلق بالشخصية فالأشخاص الذين يتمتعون بمزايا شخصية معينة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق، والأشخاص ذوو الاحتياجات النفسية غير المتوفرة كما يجب. إضافة لوجود عوامل تتعلق بالوراثة ووجود قصة أو تاريخ عائلي.
التشخيص والعلاج
لكي يتم تشخيص إصابة شخص ما باضطراب القلق يجب أن تتلاءم حالته مع المعايير معينة تحدثت عنها رئيسة الرابطة وهي الشعور الحاد بالقلق الشديد والتخوف يوميًا وعلى مدار ستة أشهر على الأقل. صعوبة في مواجهة هذا الشعور ومقاومته. وأن تكون هذه النوبات مصحوبة بأعراض أخرى مثل الشعور بالعصبية وعدم التركيز والإحساس بتوتر العضلات وانشدادها، واضطرابات في النوم. مشيرة إلى مجموعة من الأمور التي تساعد في الوقاية من القلق مثل عادات النوم الجيدة والمحافظة على تناسق وقت النوم ووقت الاستيقاظ من يوم لآخر، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع. المحافظة على النشاط المنتظم، التحقق من الأدوية التي يتناولها الشخص إن كان لها سبب في حدوث الأرق وتجنب الكافيين والكحول وتجنب الوجبات الكبيرة والمشروبات قبل النوم.
علاجات بديلة
قد تُساعد بعض علاجات الطب البديل والتكميلي في التخفيف من القلق، لكن يجب استشارة الطبيب حول إمكانية استخدام هذه العلاجات لضمان السلامة العامة وعدم تداخلها مع العلاج الدوائي، وهي تشكل وفقا للدكتور الشيخ ( أوميغا 3، وحمض الفوليك، وفيتامين ب6. المغنيسيوم، التمارين الرياضية اللطيفة ممكن اليوغا، والتعرض للشمس).