الثورة – نيفين أحمد:
خبر صادم تلقيته على الهاتف صدم قلبي قبل سمعي لم أصدق ما سمعته من أخي حين أخبرني بأنه رأى صورة “أوس” من بين شهداء الكلية الحربية بحمص 5/10 التاريخ الأسود المشؤوم .
أغلقت الهاتف وفتحت موقع الفيس على “السوشيال ميديا” لأرى صورة الملاك الذي حملته صغيراً قد أصبح بين الشهداء.. رحم الله روحك وأرواح الشهداء أجمعين.
كانت صدمة كبيرة لي حينها تراود لذهني في نفس اللحظة ، عندما رأيت والدتك وصديقتي فداء قبل فترة قصيرة وسألتها عنك ووقتها دار حديث قصير بيننا وكانت الفرحة تطير من عيونها بأنها ستفرح بتخرجك وقلت لها وقتها “تفرحي فيه وكما حملته عند ولادته إن شاء الله سأحمل أولاده” .
لكن هذه الجملة أحرقت قلوبنا من الصميم خلال عزائه.. نظرت إلي وقالت: “راح الغالي يلي كنت بدك تحملي أولاده راح” وبكينا كثيراً.
رحلت يا أوس، رحلت وأخذت قلوبنا معك لروحك الرحمة، وكما تقول والدتك دائماً “هذا روحي”.. فصيراً وألهمك الله السلوان على فراقه فجعك كبير كما جميع الأمهات الزوجات والأخوات اللواتي فجعن بالأحبة.
في طريقنا إليك من دمشق إلى جبلة كنا نفكر كيف سنلقاك؟ ربما لاشيء يواسيك ولاشيء يطفىء النار التي بداخلك ، فروح الشهيد باتت في عليائها، لا كلام أمام المصاب والوجع والألم.
حبرنا لا يساعد على وصف ما يعتصر داخلنا تجاه أوس الطفل الصغير والشاب الوسيم، وبقية الشهداء الذين أصبحوا ملائكة في السماء وكل الرحمة والسلام لروحه وأرواح الشهداء الأطهار الذين قضوا بحقد غادر.