منذ سنوات عديدة ونحن نسمع عن الأزمة الثقافية التي يختصرها بعض المتابعين أنه لا يوجد لدينا مشهد ثقافي يشد المتابع أو المهتم..
لاشك أن هناك جزءاً صحيحاً من هذا الكلام فثمة استسهال في نوعية المحاضرات وانتقاء المحاضرين وتكرارهم ناهيك
عن الازدياد المطرد في عدد المطبوعات وحجومها في مختلف ألوان الثقافة.
فمن يتابع المشهد الثقافي عن كثب سيرى أن الضبابية تلفه في بعض الأماكن وخصوصاً عندما ترى الكتابات والأشعار والحكايات والمواقف البعيدة تذهب عن أخذ الأدب والإبداع إلى المكان الصحيح.
نقول هذا ونحن نرى إصدارات أدبية كثيرة تصدرها دور النشر ولا أحد يهتم بها ويعرف ما حوته من المعاني والمباني إلا على نحو باهت يعتمد على ضجة صغيرة لتوقيع الكتاب الصادر هنا أو هناك أو على الصداقات والمحسوبيات، واللافت أن وسائل التواصل الاجتماعي قامت بفعلها تجاه الأدب والإبداع فباتت المنبر الأهم والأكثر سرعة لنشر النصوص الأدبية المكتوبة، وهذا ما نراه بحق فكل من يريد أن يكتب فبإمكانه أن يصبح شاعراً وقاصاً وينشر دون تمحيص أو تدقيق مع أن هذه النصوص ملأى إلى حد الاحتشاد بأغلاط الكتابة، وهذا أمر خطير جداً، ويحتاج إلى جهود جبارة لجلو الأمر كي لا تصير الضلالات الأدبية علماً وفناً وبراعات.
وفي الإطار ذاته نرى أن استمرار دعم الكتاب الذي تصدره أي جهة حكومية هواستثمار ثقافي هام ولابد منه فنحن لسنا متشائمين فثمة مجموعات أدبية وشعرية تحمل أسماء كبيرة لكن من المفترض أن لايختلط الحابل بالنابل فتصبح الإصدارات متشابهة، ونحن القادرون على حل المشكلة وتجاوزها إذا أردنا والأهم أن نتجاوز قضية المديح الذي ينصب دون معرفة أو دراية بما ينشر.
لاشك أن لدينا إمكانات إبداعية تحتاج إلى من يرعاها ويسوقها ويكتب عنها، لكن بشرط أن تكون مؤثرة وأن تحرك ساكناً، وأن تشد عيون البعض إلى أهمية الإبداع وإلى الطريق الذي نسعى إليه ونصبو، فهل نحن فاعلون؟!.