الاستنكار الدولي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتواصل لليوم الحادي عشر: يجب محاكمة الاحتلال على جرائمه والإعلام الغربي يمارس التضليل لتزييف الحقائق
ناصر منذر
تتواصل ردود الفعل المنددة بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، حيث أكدت العديد من الأوساط السياسية والإعلامية الدولية أن العدو الإسرائيلي يرتكب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين في القطاع، وأنه يجب محاسبة حكام الاحتلال على تلك الجرائم، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن قادة الغرب يفرضون رواية أحادية متحيزة للكيان الإسرائيلي ويطالبون شعوبهم بتصديقها، وأن الإعلام الغربي يمارس التضليل والأكاذيب لتزييف الحقائق حول ما يجري في غزة.
وفي هذا الإطار دعا قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي إلى محاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه التي يقترفها بحق الفلسطينيين، والإبادة الجماعية التي ينفذها أمام أنظار العالم.
وقال الخامنئي خلال استقباله عدداً من النخب الإيرانية اليوم: إنه إذا استمرت جرائم الصهاينة ضد الفلسطينيين فلا أحد قادر على الوقوف بوجه المسلمين وقوى المقاومة، داعياً الولايات المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه ما يحدث، وإيقاف الجرائم الصهيونية على الفور.
وأوضح الخامنئي أن الكيان الصهيوني يرتكب المجازر أمام أعين العالم، ويجب محاسبة حكومته الحالية على ما تقترفه من إبادة جماعية، مؤكداً أن هذه الجرائم لن تستطيع محو الهزيمة الفاضحة التي تعرض لها هذا الكيان.
وأعاد الخامنئي التأكيد على أن الولايات المتحدة هي المسؤولة حيال ما يحدث في فلسطين، وعليها تحمل مسؤولياتها تجاه ذلك، وإيقاف القصف الصهيوني على الفور.
وفي موسكو، وعلى خلفية رفض مجلس الأمن الدولي لمشروع القرار الإنساني الروسي حول الوضع في قطاع غزة قال مندوب روسيا الدائم لدى المجلس فاسيلي نيبينزيا إن التصويت أظهر من الذي يؤيد فعليا الهدنة ووقف القصف على غزة ومن يريد استمرار الحرب.
ونقل موقع روسيا اليوم عن نيبينزيا قوله:”نعتقد أن تصويت أعضاء مجلس الأمن مهم للغاية فقد أظهر بوضوح من الذي يدعو فعليا إلى هدنة فورية ووضع حد للقصف العشوائي لقطاع غزة وتوفير المساعدة الإنسانية غير المشروطة للمدنيين، ومن الذي يواصل بعناد عرقلة رسالة المجلس الموحدة والسعي لتحقيق أهداف سياسية أنانية ضيقة”.
وأعرب نيبينزيا عن أسفه لأن المجلس وجد نفسه مرة أخرى رهينة للتطلعات الأنانية لكتلة من الوفود الغربية وهذا هو السبب الوحيد لفشله في إرسال رسالة جماعية واضحة وقوية تهدف إلى وقف التصعيد، مشيرا إلى أن وفود الدول الغربية وضعت حدا لتوقع العالم أجمع أن يوقف مجلس الأمن الدولي إراقة الدماء.
إلى ذلك طلب وزير الخارجية الكولومبي الفارو ليفا من سفير كيان الاحتلال الإسرائيلي في بوغوتا مغادرة الأراضي الكولومبية على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأوضح ليفا في تدوينة على منصة إكس نقلتها “أ ف ب” أنه طلب من السفير الإسرائيلي غالي داغان “الاعتذار والمغادرة”، بعد تصريحاته ضد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بسبب موقفه المندد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ووصف ليفا تصريحات السفير الإسرائيلي رداً على بيترو بأنها “وقاحة مجنونة”.
وكان الرئيس الكولومبي شبه العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بهجمات النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي سياق مواز سخرت الكاتبة الأسترالية كيتلين جونستون من محاولات الغرب المستمرة فرض رواية كيان الاحتلال الإسرائيلي وتصويره على أنه الطرف المظلوم الذي يحق له الدفاع عن النفس عبر وسائل الإعلام والخطاب المتحيز، الذي لا يمكن أن يقنع أي إنسان عاقل.
وأوضحت جونستون في مقال نشرته على منصة ميديام المفتوحة أن الغرب يريد أن يحول الجمهور إلى أغبياء لا يفكرون ولا يشغلون عقولهم، وعليهم أن يصدقوا ما يقال لهم وما يتم بثه في وسائل الإعلام من روايات أحادية كما يحدث حالياً، حيث قلبت قنوات البث الأمريكية ما يجري في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وأصبحت الضحية هي الجاني.
وأشارت جونستون إلى أن “إسرائيل” ليست إلا مجرد حملة قصف متواصلة مع شعار يطلق عليه اسم “علم”، معتبرة أن ما يجب أن يحدث فعلاً هو إنهاء نظام الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم.
من جانبها ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن جيوشا إعلامية سلاحها الفبركات الإلكترونية والمعلومات المضللة أو التحريضية سخرتها الولايات المتحدة وشركاؤها للتغطية على جرائم “إسرائيل” وعدوانها المتواصل على قطاع غزة فغرقت وسائل التواصل الاجتماعي بسيل مخيف من الفيديوهات والتقارير المزورة.
وفندت الصحيفة في تقرير لها بعض الفيديوهات المضللة التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي ونسبها البعض إلى المقاومة الفلسطينية في إطار الحرب الإعلامية التي تشنها “إسرائيل” وشركاؤها في الغرب للتغطية على ما يرتكبه كيان الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة.
وغرقت منصات مثل (اكس وتلغرام) بفيضان من التضليل بالمعلومات التي خرجت سريعاً وسائل الإعلام لتكذيبها ما سبب إحراجا لهذه المنصات بعد أن فشل المسؤولون فيها عن إيقاف الأمر.