الثورة – ترجمة رشا غانم:
تحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي في بكين، فلقد حضر بوتين جميع منتديات الحزام والطريق، الأمر الذي يدل على دعم روسيا الثابت للمبادرة التي اقترحتها الصين.
حتى الآن، التقى رئيسا الدولتين 42 مرة خلال العقد الماضي، مما عزز علاقة العمل القوية والصداقة الشخصية العميقة بين الزعيمين، وقد كانت التبادلات بين رئيسي الدولتين هي المرساة والبوصلة للعلاقات الصينية الروسية، فقد كفلت تنمية مستدامة ومطردة للروابط الثنائية من خلال توفير تصميم رفيع المستوى وتوجيه استراتيجي، حيث اتسم ذلك بأهمية خاصة، نظرا للتغير السريع في المشهد الدولي، وضرورة أن يعزز الجانبان تنسيقهما بشأن المسائل الثنائية والدولية.
بعد المخطط الذي وضعه الزعيمان، ازدهر التعاون الصيني الروسي في السنوات الأخيرة، وهو يشمل طائفة واسعة من الميادين، مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والعلم والتكنولوجيا، فضلا عن التبادلات الثقافية بين الشعوب، ومن المتوقع أن تسجل التجارة الثنائية، التي سجلت رقما قياسيا تاريخيا في عام 2022، رقما قياسيا جديدا هذا العام لتصل إلى 200 مليار دولار.
كما أثبتت الشراكة الاستراتيجية الشاملة القوية بين الصين وروسيا نفسها باعتبارها رصيدا سياسيا واستراتيجيا مهما يتقاسمه الجانبان حيث يقدم البلدان دعما استراتيجيا قيما لبعضهما البعض على منصات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين وآلية البريكس.
ومع التزام الغرب بقيادة الولايات المتحدة بعقلية إذكاء المنافسة والمواجهة بين الكتلة لاحتواء الصين وروسيا، من الطبيعي أن يختار البلدان تعزيز دعمهما المتبادل بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية لبعضهما البعض، ناهيك عن أن البلدين يتشاطران نفس الآراء أو وجهات النظر المتشابهة حول القضايا الإقليمية والدولية الساخنة وكذلك الحوكمة العالمية، وكما وصفها الرئيس الصيني شي، بأنها ليست نفعية، ولكنها سياسة طويلة الأجل لتطوير العلاقات بين الصين وروسيا، ولصداقة دائمة مع حسن الجوار وتنسيق استراتيجي شامل وتعاون مفيد للطرفين.
وعلى الرغم من أن الغرب يحاول تصوير خلاف ذلك، فقد شدد البلدان مرارا وتكرارا على أن علاقاتهما لا تستهدف أي طرف ثالث، ففي عالم مضطرب بشكل متزايد، كانت العلاقات المطردة والمتبادلة بين الصين وروسيا مثالاً جيدا للعلاقات بين الدول، و في المقابل، فإن خدع الحرب الباردة المتعرجة للولايات المتحدة وحلفائها تؤجج التوترات الجيوسياسية وتخلق حالة من عدم اليقين العالمي أكبر من أي وقت مضى.
فقط لأن الولايات المتحدة تختار أن تظل عالقة في الماضي، وتصر على لعب ألعابها التي تستهدف البلدين لا يعني أن بقية المجتمع الدولي يجب أن يترافق مع واشنطن، يجب النظر إلى تصميم بكين وموسكو على الحفاظ على علاقات وثيقة وودية على أنه عامل استقرار مرحب به وسط محاولات واشنطن المدمرة للحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة في مواجهة موجة التغيير التي تجتاح العالم.
المصدر – تشاينا ديلي
