الثورة – أسماء الفريح:
في إطار حرب الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على البشر والشجر والحجر, اقتلع مستعمرون اليوم عشرات أشجار الزيتون المعمرة فيما أقدمت مجموعات أخرى منهم على سرقة ثمار الزيتون في مناطق عدة بالضفة الغربية.
وذكرت وكالة وفا أن مجموعة من مستعمرة مقامة على أراضي بلدة كفر الديك غرب سلفيت اقتلعوا 40 شجرة زيتون معمرة من أراضي البلدة.
كما أجبرت قوات الاحتلال قاطفي الزيتون في الجهة الجنوبية من قرية اسكاكا شرق سلفيت على مغادرة أراضيهم تحت تهديد السلاح وفق ما أبلغت مصادر محلية الوكالة.
وأقدم مستعمرون آخرون على سرقة ثمار الزيتون من أراضي عورتا جنوب شرق نابلس.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة اعتداءات المستعمرين على المزارعين وأراضيهم خاصة في المناطق المحاذية للمستعمرات بالتزامن مع بدء موسم قطف الزيتون.
ووفق الوكالة فإنه منذ قرابة الأسبوعين، تتوالى الأخبار من المناطق الريفية بالضفة الغربية حول وقوع اعتداءات جديدة ضد المزارعين الفلسطينيين أثناء قطفهم لثمار الزيتون سواء أكانت من قوات الاحتلال أم من مستعمريه أو من كليهما معاً.
وأضافت أنه من شمال الضفة الغربية مروراً بوسطها إلى جنوبها، لا يكاد يمر يوم دون أن يسجل اعتداء جديد ضد المزارعين تتنوع بين طردهم من حقول الزيتون إلى إطلاق الرصاص تجاههم أو سرقة الثمار ومعدات القطف أو جمعيها معاً ليتحول المشهد في الموسم الذي ينتظره الأهالي بفارغ الصبر، إلى ساحة حرب وترقب لهجمات مباغتة من المستعمرين في المستعمرات التي تحاصر الريف الفلسطيني.
ووفق المكتب الوطني للدفاع عن الأرض التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، فقد بلغ عدد الاعتداءات خلال موسم قطف الزيتون لعام 2022 نحو 354 عملية اعتداء، تسببت بتدمير نحو 10,291 شجرة زيتون.
وتركزت هذه الاعتداءات في محافظة نابلس التي تعرضت لأكثر من 100 اعتداء تلتها محافظة بيت لحم بأكثر من 50 اعتداءً، ثم محافظة الخليل بأكثر من 45.
ويوم أمس تم تسجيل أكثر من 10 اعتداءات في قرى جنوب وشرق وشمال غرب نابلس فيما أدت اعتداءات المستعمرين إلى إصابة خمسة فلسطينيين في قرية ياسوف شمال غرب سلفيت.
وقال رئيس مجلس قرية ياسوف “صالح صالح” إن اعتداءات المستعمرين تصاعدت مع بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة، فقبله كانت تتعرض القرية لاعتداء أسبوعياً لكنها تشهد هذه الأيام اعتداءات يومية.
وأشار إلى أن سبعة مستعمرين هاجموا عائلة أمس أثناء قطفها لثمار الزيتون في المنطقة المحاذية لمستعمرة شرق القرية بالعصي والحجارة فيما هب الأهالي لنجدتهم ما أدى إلى وقوع إصابات بين الفلسطينيين.
وأضاف أن عشرات المستعمرين برفقة قوات الاحتلال هاجموا أيضاً منازل ومزارعين متواجدين عند مدخل القرية ما أدى إلى إصابة عدد من الأهالي بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق بالغاز السام.
وتبلغ مساحة أراضي قرية ياسوف 6500 دونم ويجثم على أراضيها أربع مستعمرات ويرتكب المستعمرون جرائم شبه يومية بحق القرية آخرها اقتلاع 70 شجرة معمرة قبل يومين.
وبحسب المكتب الوطني للدفاع عن الأرض فتقدر مساحة الأراضي التي تغطيها حقول أشجار الزيتون في الضفة وقطاع غزة بنحو 575167 دونماً وتزيد عدد الأشجار فيها على 11 مليوناً.