مع بقاء الأولويات.. 35500 مليار ليرة الاعتمادات الأولية لموازنة 2024.. خبراء في الاقتصاد: ارتفعت ١١٥% وغياب لبعض بنود الدعم الاجتماعي

الثورة – ميساء العلي:

لم تختلف أولويات وتوجهات موازنة العام 2024 عن موازنة الـ 2023 من حيث التركيز على المشاريع الإنتاجية ( الزراعية – الصناعية) والمشاريع ذات النسب المرتفعة لإنجازها ووضعها بالخدمة وضرورة التركيز أيضاً على تحسين الواقع الخدمي وتأمين احتياجات المواطن.
اليوم أقر مجلس الوزراء الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة لعام 2024 بقيمة 35500 مليار ليرة موزعة على 26500 مليار للإنفاق الجاري و9000 مليار ليرة للإنفاق الاستثماري.
الخبير المالي الدكتور علي محمد قال إن الاعتمادات الأولية لموازنة العام القادم ارتفعت بنسبة ١١٥%من 16550 مليار ليرة إلى 35500 ألف مليار ليرة لكن بالمقابل تقديرها بسعر الصرف الرسمي إذا اعتبرنا أن سعر صرف الحوالات الرسمي 11500 ألف فهي انخفضت كانت في العام 2023 ما يقدر بـ 5 ونصف مليار دولار حيث كان سعر الصرف آنذاك عند إقرار الموازنة حوالي 3000 ليرة واليوم في موازنة العام 2024 سعر الصرف 11500 ألف ليرة فهي بالتالي بنحو 3,1 مليار دولار، عملياً انخفضت عند تقويمها بالعملة الأجنبية حوالي 44%.
وأضاف محمد في تصريح خاص للثورة أنه بالنسبة لتبويبات اعتمادات الموازنة العامة كإنفاق جاري واستثماري بالليرة السورية هناك ارتفاع من 13550 مليار ليرة في العام 2023 إلى 26550 مليار ليرة في العام 2024 للإنفاق الجاري لكن عند تقويمها بالعملة الأجنبية نلاحظ انخفاضها من 4 ونصف مليار دولار إلى 2,3 مليار دولار أي ما نسبته 49% كذلك الحال بالنسبة للإنفاق الاستثماري فقد ارتفع من 3000 مليار إلى 9000 مليار ليرة في اعتمادات موازنة العام 2024 أي أنها ارتفعت بمقدار 200% بالليرة السورية لكن عند تقويمها بالعملة الأجنبية فقد انخفضت بواقع 22%.
وأشار إلى أن نسبة الأنفاق الاستثماري تشكل من موازنة العام 2024 حوالي 25% مقارنة بـ 18% بالعام 2023 وحسب الأعراف يجب ألا تقل عن 30 بالمئة كلما ارتفع الإنفاق الاستثماري مقارنة بالجاري فهو دليل على تركيز السياسات المالية والاقتصادية على النمو الاقتصادي ومكافحة البطالة وتحسين الواقع الاقتصادي لكن نلاحظ أنها 25%، وبالنسبة للإنفاق الجاري إذا أردنا أن ندخل بتفاصيل الإنفاق الجاري التي تضم بند الرواتب والأجور وكل ما له علاقة بإنفاق الدولة ومؤسساتها العامة، صحيح أن الإنفاق الجاري ارتفع بواقع 96 % أي 12 ألف مليار و950 مليون ليرة لكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن من هذا الارتفاع هناك 4000 مليار هي تكلفة الزيادة الأخيرة للرواتب والأجور التي أقرت من نحو شهرين، هذا يعني أن بند الإنفاق الجاري زاد فعلا 8950 مليار ليرة فقط، يعني ارتفع من 11436 مليار ليرة في العام 2023 إلى 20386 مليار ليرة في العام 2024 وإذا ما سأل أحدهم من أين أتينا بهذين الرقمين فالجواب: هذان الرقمان هما الإنفاق الجاري ككل مخصوم منه كتلة الرواتب والأجور والتي كانت في العام 2023 حوالي 2114 مليار ليرة، اليوم هي الكتلة مضاف إليها الـ 4000 مليار ليرة، بمعنى أن الإنفاق الجاري بعد عزل بند الرواتب والأجور ارتفع بنحو78 % بالليرة السورية أما  بالدولار فقد انخفض بنسبة 53%.
ولخص كلامه بأن الإنفاق الجاري خسر ملياري دولار في اعتمادات موازنة العام 2024، مقارنة بموازنة العام 2023 في حين خسر الإنفاق الاستثماري ٠،٢٢ مليار دولار في موازنة 2024 مقارنة بموازنة العام 2023.
وأضاف أن رقم الدعم الاجتماعي وإن كان قد ظهر بكتلة مالية وصلت إلى 6210 مليار ليرة مرتفعاً من 4927 ملياراً في موازنة العام 2023 أي ارتفاع بنسبة 26% لكن عند تقويمه بالعملة الأجنبية فهناك انخفاض بواقع 66%, والملاحظ  بالدعم الاجتماعي بقاء بعض البنود على حالها على سبيل المثال 50 ملياراً للمعونة الاجتماعية و75 ملياراً لدعم الإنتاج الزراعي و50 ملياراً لدعم الري الحديث لكن يضاف له في موازنة العام القادم 103 مليارات دعم خميرة و75% دعم مناطق متضررة من الزلزال، لكن عند المقارنة بين تبويب الدعم الاجتماعي خلال العامين الماضين نلاحظ أن المشتقات النفطية انخفضت من 3000 مليار دعم اجتماعي إلى 2000 مليار دعم في موازنة العام 2024 أي أنها انخفضت بواقع 33% وهذا أحد أسبابه هو تخفيض الدعم عن المشتقات النفطية منذ فترة بسيطة من خلال رفع  أسعار المشتقات النفطية، وما يلاحظ أيضاً أن بند دعم السكر والرز تم إلغاؤه وبالتالي لا يوجد دعم للسكر والرز في موازنة العام 2024، وبند الدقيق التمويني أيضاً غير موجود في العام 2024 حيث كان 1500 في موازنة العام 2023.
وحول تقدير العجز في موازنة العام 2024 بين محمد أنه لا يمكن تقديره نتيجة عدم القدرة على معرفة حجم الإيرادات المتوقعة وعدم الإفصاح عنها، لحين إقرار الموازنة كقانون لكن في العام 2023 كان حجم الإيرادات حوالي 11690 مليار ليرة وكان حجم العجز المقدر 4860 مليار ليرة وبحسب رئيس الحكومة الذي صرح في اجتماع المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي أن نسب التنفيذ كانت نحو 80% بالإنفاق الاستثماري و100% بالإنفاق الجاري  مع نهاية العام 2023.
وقال إن الموازنة العامة في سورية خلال سنوات الأزمة موازنة تقليدية أي موازنة البنود والأقسام والأبواب وبالتالي ليست موازنة إقليمية أو وظيفية بمعنى أنها موازنة أزمة لاستمرار واقع عمل المؤسسات مع محاولة تحسين الواقع الإنتاجي والاقتصادي وبالتالي لا يمكن الجزم بأن هذه الموازنة وسابقاتها أنه تسعى إلى تعزيز النمو الاقتصادي وجذب المستثمرين ولكنها تحاول البقاء على رتم الظروف التي تعاني منها موارد الخزينة العامة على ندرتها وبالتالي أي دولة تعاني من نسب تضخم مرتفعة لا يمكنها أن تضع موازنات توازي نسب التضخم المرتفعة لأن ذلك يعني بشكل أو بآخر تفاقم العجز في الموازنة العامة أي الاضطرار إلى طباعة فئات نقدية وكتلة نقدية بدون تغطية حقيقية لها وإنتاج سلعي.
بالمقابل يقول الدكتور عابد فضلية أستاذ التحليل الاقتصادي بجامعة دمشق لـ “الثورة” إن رقم الموازنة للعام القادم يزيد عن موازنة العام 2023 بمقدار الثلث من حيث الرقم وارتفاع الرقم والقوة الشرائية لهذا الرقم لا نستطيع تحديده لأن ظروف البلد صعبة والإيرادات ضعيفة والمتوقعة أيضاً ضعيفة في ظل ظروف البلد الإقليمية والدولية.
ويعود فضلية إلى رقم الموازنة الذي تم اعتماده بـ355500 مليار ليرة حيث يراه رقماً مقبولاً نسبياً من حيث المستوى والأمر كذلك بالنسبة للرقم الاستثماري الذي تصل نسبته من الموازنة العامة إلى أكثر من 20%.
لكنه يتساءل عن المشاريع التي ستمول من الإنفاق الاستثماري متمنياً على الحكومة أن تعلمنا ما هي فنحن بحاجة إلى توجيه الموارد المالية الحكومية إلى المشروعات الاستثمارية الأكثر أهمية واستراتيجية وجدوى اقتصادية.
ويضيف فضلية أنه لا يمكننا الحكم على رقم الإنفاق الاستثماري إلا إذا عرفنا هل سيكون تنموياً أم لا؟ فحتى الآن لا نعرف, فهل سينفق على الإنتاج الزراعي أم مشاريع أخرى لذلك المطلوب من الحكومة أن تكون شفافة وتعلن عن تلك المشاريع حتى نصدق أكثر أن خططها وموازنتها جيدة، بمعنى هل ستذهب باتجاه ترميم أصول وتجديدها أم  بناء مشروعات القطاع العام الاستراتيجية الفاعلة المنتجة للقيمة المضافة والضرورية أم لبناء الساحات وركن السيارات على سبيل المثال.
والسؤال الأهم كيف سيتم تأمين إيرادات هذه الموازنة وما هي الموارد المتوقعة؟ أسئلة برسم وزارة المالية؟!

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة