استنكار واسع.. ومطالبات بوقف العدوان وفتح تحقيق دولي بمجازر الاحتلال في غزة: العدوان الإسرائيلي جريمة حرب.. والإعلام الغربي غارق بدم الفلسطينيين
الثورة _ ناصر منذر:
تتسع دائرة الاستنكار الدولي للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وللمجازر التي تركبها قوات الاحتلال بحق الأطفال والنساء، إذ أكدت العديد من الأوساط السياسية والحزبية والإعلامية على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته بوقف العدوان الإسرائيلي فوراً، واصفة المجازر التي يرتكبها الاحتلال بأنها جرائم حرب مكتملة الأركان، وطالبت بفتح تحقيق دولي إزاء تلك المجازر، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الإعلام الغربي شريك في جرائم القتل التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، من خلال تعمده نشر الأكاذيب وتزييف الحقائق، بهدف التغطية والتستر على الجرائم الإسرائيلية.
وفي هذا الإطار، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن عدوان الاحتلال الصهيوني على أهالي قطاع غزة هو عبارة عن جرائم حرب مكتملة الأركان.
وقال تبون في كلمة له: “إن ما يحدث في غزة جرائم حرب مكتملة الأركان”، مضيفاً: “إن الفلسطينيين يدافعون عن وطنهم وحقوقهم”.
من جانبها جددت إيران مطالبتها بفتح تحقيق دولي بالمجازر، التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وتسليم المجرمين إلى المحاكم الدولية، مؤكدة أن الكيان الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمراء والقوانين الدولية في عدوانه على غزة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: “24 يوماً قد مرت على بداية الاعتداءات الوحشية للكيان الصهيوني على قطاع غزة وفي هذه الاعتداءات تجاوز هذا الكيان كل الخطوط الحمراء والقوانين والأنظمة الدولية”، مشيراً إلى أن :”قضية جريمة الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ليست قضية الأمس واليوم، بل هي قضية معاناة الشعب الفلسطيني منذ خمسة وسبعين عاماً والتي تستمر حتى يومنا هذا” ،وقال إنه منذ سنوات تطالب إيران المجتمع الدولي بتشكيل لجنة بشأن جرائم الحرب، التي يرتكبها الكيان الصهيوني.
بدورها طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن الدولي، بتحمل مسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، وعدم تركهم في مرمى الصواريخ والقذائف والأسلحة المحرمة دولياً.
وفي واشنطن، طالب نشطاء سلام في الولايات المتحدة الأميركية عبر رسائل وجهت إلى أعضاء الكونغرس بضرورة تحركهم لمعارضة تقديم “المساعدات العسكرية والأسلحة” لإسرائيل والبالغة “14.6” مليار دولار، والتي تمارس بها أفظع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
كما طالب النشطاء عبر رسائلهم من أعضاء الكونغرس برعاية ودعم قرار النائبة كوري بوش رقم “786” حول وقف إطلاق النار فوراً، ومطالبتهم أيضاً بإعطاء الأولوية للتسليم الفوري والواسع للمساعدات الإنسانية للفلسطييين الذين بات السواد الأعظم منهم في العراء بعد توقف قوات الاحتلال عن مد القطاع بالمحروقات والماء والكهرباء منذ بداية العدوان.
وفي السياق ذاته، قالت مجلة ذا نيشن الأميركية في مقال لها اليوم، أن “تبّني الرواية الإسرائيلية” رغم ثبوت زيفها، كان ولا يزال الركيزة الأساسية لمعظم تغطيات وسائل الإعلام الغربية التي تساعد في قتل الفلسطينيين بطريقة لا تقل وحشية ودموية عما ترتكبه “-إسرائيل”.
وأشارت المجلة إلى أن وسائل الإعلام الغربية تتعامل بشكل لا إنساني ولا مبالي بحياة الفلسطينيين، مؤكدة أن الانحياز الواضح لوسائل الإعلام الغربية لـ “إسرائيل” صارخ لدرجة أثارت حفيظة الرأي العام الغربي الذي أدرك أن هناك وجهاً مغايراً تماماً للواقع ومع ذلك فإن قنوات البث الغربية وصحفه الكبرى ما زالت تروج للتقارير المزيفة التي خرجت عن “إسرائيل”، مثل تزييف جريمة مشفى الأهلي المعمداني.
وشددت المجلة الأميركية على أن اعتماد الصحفيين الغربيين على مثل هذه الأكاذيب وتدويرها والترويج لها ما هو إلا بمثابة مشاركة في قتل الفلسطينيين والتغطية والتعامي المقصود عن جرائم “إسرائيل” وقالت:” إن يد كل صحفي غربي مشارك في هذه المأساة غارقة بدم الفلسطينيين الأبرياء مثلها مثل يد القاتل الإسرائيلي”.
أما موقع غلوبال ريسيرتش الكندي فقد أوضح بدوره أن أحداث النكبة التي عاشها الفلسطينيون قبل سبعين عاماً ما زالت مستمرة حتى تاريخ اليوم وسط صمت القوى العظمى والمنظمات الدولية التابعة لها التي لا تتجرأ على اتخاذ موقف صارم إزاء “إسرائيل”، مشيراً إلى أن “إسرائيل” جعلت من مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية محط سخريتها.