الثورة:
أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن استهداف ما تبقى من المستشفيات في غزة تعميق للإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال في القطاع وحرمان لأهاليه والمرضى من العلاج وتوسيع عمليات النزوح القسري خاصة وأن الآلاف لجؤوا إليها هروباً من كثافة القصف الهمجي.
وطالبت الوزارة في بيان لها اليوم نقلته وكالة وفا المجتمع الدولي بالاستماع لصرخات ومعاناة الفلسطينيين وشهادات المنظمات الدولية بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي أكدت انهيار المستشفيات وكامل البنية التحتية في القطاع واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لتوفير الحماية للمستشفيات.
وأدانت الاستهداف المتعمد لما تبقى من مستشفيات ومراكز صحية وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية والإسعافية العاملة في القطاع من خلال قصفها بشكل مباشر بالطائرات الحربية وتضرر أجزاء منها أو قصف محيطها وبالقرب منها مجددة التأكيد على أن وقف العدوان هو المدخل الصحيح لحماية المدنيين وتأمين وصول الاحتياجات الأساسية لهم.
وكان طيران الاحتلال واصل خلال الليلة الماضية قصفه محيط عدة مستشفيات في القطاع حيث استهدف منازل في محيط مستشفى الأندونيسي وأخرى في محيط مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر ومحيط مستشفى جنوب القطاع ومحيط مستشفى آخر وسطه إلى جانب تهديدات الاحتلال المتواصلة بإخلاء المستشفيات تمهيداً لقصفها رغم أنها تؤوي الآلاف من النازحين الباحثين عن مكان آمن إلى جانب الكوادر الطبية والصحية العاملة بها.
ويشهد مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح انقطاعاً متكرراً في التيار الكهربائي بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات.
ووفق وزارة الصحة فقد استشهد 124من الكوادر الصحية وأصيب أكثر من مئة آخرين جراء العدوان كما أن نسبة 34 بالمئة من مستشفيات غزة لا تعمل مع 65 بالمئة من مراكز الرعاية الصحية الأولية وتضررت 50 مركبة إسعاف بينها 25 تعطلت عن العمل بشكل كامل كما تم إغلاق 12 من أصل 35 مستشفى وتوقف 46 مركز رعاية صحية من أصل 72 عن العمل جراء القصف ونفاد الوقود مع طلب الاحتلال إخلاء مشاف كثيرة ما يؤكد عزمه استهدافها كما حدث في مشفى المعمداني التي ارتكب فيها مجزرة أودت بحياة المئات.
وأشارت الوزارة إلى النقص الحاد في الأدوية والمعدات والكوادر اللازمة لعلاج الأعداد الكبيرة من الجرحى إضافة للانخفاض الحاد في الوقود اللازم لتشغيل الكهرباء، حيث يتم إجراء عمليات جراحية بدون تخدير وعلى ضوء الهواتف.
وكان نائب رئيس منظمة أطباء العالم جان فرانسوا كورتي قال في مقابلة مع صحيفة “liberation” الفرنسية إن الوضع في غزة “ينتقل بالتدريج من سجن في الهواء الطلق، إلى مقبرة جماعية في الهواء الطلق” مشيراً إلى أن كوادر طبية في القطاع أوضحت مدى الصعوبات التي تواجهها في ممارسة عملهم في ظل النقص في المواد الطبية.