الثورة – لجين الكنج:
مع حلول فصل الشتاء، تشعر معظم الأسر بصعوبة تأمين مواد ومستلزمات التدفئة، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات الذي لا يتناسب مع الدخل الشهري لدى المواطنين، ناهيك عن تأخر عدم وصول رسائل المازوت المدعوم إلا لقلة منهم، ما يدفع الكثيرين إلى الاستغناء عن معظم احتياجاتهم الضرورية والبحث عن بدائل لتدفئة عائلاتهم.
وبحسب مؤشرات السوق المحلية ارتفعت أسعار مواد التدفئة ٢٠٠% عن العام الماضي، حيث يتراوح سعر الطن الواحد من الحطب بين 2.5 مليون و 3 مليون ليرة سورية، وذلك على حسب نوعه وجودته، في حين كان يباع العام الفائت بـ 900 ألف ليرة.
وعلى نفس المنوال سجل سعر مازوت التدفئة لليتر الواحد المدعوم ٢٥٠٠ ليرة سورية فيما بلغ سعر الليتر في السوق السوداء أكثر من ١٥ألف ليرة ومع بداية أيلول بدأت شركة محروقات بتوزيع ٥٠ ليتر مازوت مدعوم للعائلات عبر البطاقة الالكترونية حيث يبلغ سعرها ١٢٥٠٠٠ ليرة بزيادة مضاعفة عن العام الماضي.
ومع الارتفاع الملحوظ بأسعار المازوت الحر والمدعوم فقد بدأ يلجأ الكثير من الناس إلى البدائل عنهم بمواد تدفئة أخرى، ومع ذلك شهدت أسعارها ارتفاعاً ملحوظاً عن العام الماضي فقد سجل كيلو حبيبات البيليت سعر 3500 ليرة قبل بداية الشتاء، بينما كان سعره في العام الماضي 2000 ليرة، وأما سعر الكيلو من حبيبات قشور اللوز تراوح بين 2500—3000 ليرة فيما بلغ كيلو الحطب3500 ليرة.
إلى ذلك سجلت أسعار المدافئ في دمشق أرقاماً قياسية، حيث وصل سعر بعض أنواعها إلى نحو 7 ملايين ليرة سورية، ما جعل الكثيرين يلجؤون لشراء المدافئ المستعملة أو إصلاح القديمة منها.
و تراوح سعر مدفأة المازوت في أسواق دمشق بين مليون و 7 ملايين ليرة، تبعاً لحجمها، كما ارتفعت أسعار مستلزمات التركيب، حيث تراوح سعر البواري بين 12_20 ألف ليرة، والكوع نحو 18 ألف ليرة.
وسعر مدفأة الحطب تراوحت بين 600 إلى 800 ألف ليرة حسب حجمها وقياسها.
وتراوح سعر مدافئ الكهرباء بين 300 إلى 900 ألف ليرة، تبعاً لعدد الماركة المسجلة.
المحلل الاقتصادي وأمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق عبد الرزاق حبزة بين للثورة أن أسعار المدافئ لاتخضع لبيانات تكلفة حقيقية، وفي بعض الأحيان تعمل مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك على سحب عينات ومعرفة تكاليف المواد الداخلة في تصنيعها، فقلما نجد بيانات تكلفة إلا للشركات الرائجة وأما الورش غير المرخصة وتعمل في الظل لايكون هنالك التزام ببيانات التكلفة.
ولفت إلى أن الاقبال اتجه نحو المدافئ البديلة عن المازوت مثل الغاز لكن مع قلة توفره وارتفاع سعره في السوق السوداء ذهب الناس إلى المازوت والحطب ومع ذلك فإن مادة المازوت توزع عبر البطاقة الالكترونية بكميات تعادل ٥٠ ليتراً، والتوزيع حالياً بطيء، في حين سعر الليتر ١٦-١٧ ألف ليرة في السوق السوداء مما يوجه الأنظار إلى مدافىء الحطب التي وصل النوع الجيد منها الى مليون و٣٠٠ ألف ليرة، فيما وصل الرديء من نوعية الصاج التي لاتكفي استعمال عام بسبب رداءة تصنيعها إلى ٣٥٠-٤٠٠ألف ليرة إضافة إلى أن سعر كيلو الحطب وصل إلى ٣٥٠٠ليرة والطن لأكثر من ٣ملايين ليرة حيث تأثرت الأسعار بقرار منع نقل الحطب بين المحافظات، منوها إلى أن جمعية حماية المستهلك اقترحت إقامة أماكن مخصصة للتحطيب على تكون مرخصة وبإشراف وزارة الزراعة والجهات المعنية بهدف منع الحرائق في الغابات و الاستغلال الذي يؤثر على القطاع الزراعي.