وجوهٌ وعيون..

من عاداتها الصباحية التي تفعلها قبل الشروع بالعمل فتح (الشَبَك) الخاص بنافذتها المطلّة على السماء.. تتأمّلها كمن يلتقط جمالياتها الهاربة وكأنها تسابق الوقت.

تحبّ أن تطلق على النوافذ مسمى “شبابيك” لأنها تشبك الكائن خلفها بما أو بمن هو خارجها.. يومياً تشبكها بمنظرها المحبّب.

“السماء مُكْفَهرّة”.. العبارة التي تلفّظت بها وكأنها تمنحها وجهاً لتطبّق بذلك قناعة (فيتغنشتاين) حين قال: “إذا قلتَ عن مقطوعة شوبرت أنها كئيبة، فهذا يشبه إعطاءها وجهاً” لطالما اعتبر الوجوه (مفتاحاً للفهم).. أي للتواصل والاقتراب أكثر من الآخر.

الوجه مفتاح للفهم.. ولغز هذا المفتاح يكمن بالعين..

وبالنسبة لها من دون هذه الثنائية “الوجه والعين” يصعب التواصل..

ولهذا لم تعوّل يوماً على اختراعات (التواصل عن بعد) الذي يبقى سطحياً، غير قادر على ملامسة خفايا القلب والروح.

وجه السماء الحزين.. ذكّرها بأغنية فيروز (وجهك بيذكّر بالخريف)..

للأشياء مِن حولِنا وجوهٌ.. ووجوهُ مَن حولَنا أيضاً تُحيلنا إلى أشياء أخرى..

أما عن وجهه فكان يُعيدها إلى مزيجٍ مُشبعٍ بالفصول الأربعة مجتمعةً.. مع أن الانطباع الأقوى الذي يصدّره يذكّر بالخريف بلون سحنته وخطوط تجمّعت حول العينين.

اعتقدتْ أنها قرأتْ ذاك الوجه بطريقةٍ صحيحة.. فهمتْ تقاسيمه.. وفسّرتْ ملامحه بأسلوبٍ يصل بها إلى ما بعد الظاهر.. إلى “العمق”..

وتغافلتْ أننا ربما أخطأنا في تفسير بعض الوجوه وقراءة بعض العيون..

مع أن كلا الوجوه والعيون هي أيضاً، بشكل ما، نوافذ أو شبابيك ننفذ بها إلى أعماق (الآخر)..

تشبكُنا إلى الجوهر.. فتصل ما هو خارجي بما هو داخلي.

العيون هي “نوافذ الروح”..

ثمة عيونٌ لا بريقَ فيها تنبئ بانطفاء روح صاحبها..

وهناك عيونٌ أكثر من حيوية.. شقيّة.. تصيد الحياة مرّات وأكثر..

وأخرى لعوبٌ.. ماكرة.. لا أمان لها..

وبعضُها يوهم بمنح الثقة والحبّ.. ثم تبطئ بعطاء أي شيء.. لا تعي أنها مُفلسة..

وثمة نوعٌ فارغ.. بارد.. برودته تلتهم كل ما حوله.

عيوننا نوافذُ لِما نبطن.. ونخفي..

وكأن بطلة فيلم (عيون كبيرة، big Eyes) أدركتْ ذلك فجعلتْ كل شخصيات لوحاتها بعيونٍ واسعة.. كبيرة.. فعلياً تشبه نوافذ زرعتها وسط وجوه شخصياتها لتصيدك وتقع أسير متاهة تفسيرها.

 

 

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة