الثورة – فاتن دعبول:
بمشاركة 26 فنانة وفنانا أقيم معرض تكريمي للفنان الخزاف رأفت الساعاتي في مركز ثقافي” أبو رمانة” تعبيرا عن المحبة والوفاء لهذا لفنان الذي ترك بصمة في عالم الخزف، ورافق افتتاح المعرض ندوة عبر فيها المشاركون عن محبتهم وتقديرهم للفنان الذي عاصروه طلابا وأساتذة، فكان لهم المعلم والأب الناصح والداعم لهم في تطوير مهاراتهم وتقديم الأجمل من الأعمال، وكان يردد على مسامعهم” يجب أن يكون عملكم ممزوجا بالحب، وتعاملوا مع الطين بحب، لأن المحبة هي أساس الفكر والفن وأساس كل شيء”
وبينت مديرة ثقافة دمشق نعيمة سليمان أن مبادرة مديرية الثقافة جاءت بدافع المحبة والتكريم لفنان وهب جل حياته من أجل الفن، وهو يحمل الكثير من الصفات النبيلة، أحب الخزف السوري وترك بصمة كبيرة بعالم الفن وعالم الخزف، وله الفضل الكبير في تدريس وتخريج مجموعة من الطلاب الذي أصبحوا مدرسين لهذه المادة، فكان تكريمه تعبيرا عن محبتنا وتقديرنا لمسيرته الحافة بالعطاء.
وتوقف أمين سر اتحاد الفنين التشكيليين عند أهمية فن الخزف والنحت لأنه يحمل من الجماليات ما يجعله من الفنون الهامة، وبين أن العمل جار على تأسيس جمعية خاصة بفنون النحت والخزف، لمتابعة التحديات التي تواجه هذا النوع من الفنون، وخصوصا أنه يشكل جزءا من تراثنا، ويجب إحياء هذا الفن بما يليق بعراقته وأصالته.
يؤمن بالعطاء
وفي كلمتها بينت د. فاتن الساعاتي ابنة الفنان الراحل أن الراحل يحمل في روحه الكثير من المحبة للجميع، وكان يعشق فنه ويحاول أن يغرس هذا الأمر في أحفاده، هذا إلى جانب ما يحمله من القيم والمثل التي رسخها في عقولنا لنكون أبناء صالحين في المجتمع.
ورغم ارتباطاته الكثيرة كان يتسم بروح الدعابة، فهو دائم الابتسام ويمنح من يلتقيه السكينة والسلام، بكلماته الدافئة وعلاقته الأبوية.
شغوف بالفن
وللفنانة إميلي فرح كانت لها مع الفنان ذكريات تعود لسنوات بعيدة تجاوزت 42 عاما، وهذه السنوات حملت الكثير من المحطات والعمل في ميدان الخزف، وخصوصا أن العمل في الطين يمنح السعادة، عندما يخرج العمل الفني كما نريده بعد رحلة من العمل التي تمتد لمراحل عديدة من التشكيل والتصميم ومن ثم الشوي في فرن خاص، وبعد ذلك نسكب عليه اللون المناسب، فكان الساعاتي يبدع في هذه المراحل ويتابعها بشغف كبير.
حرفية عالية
كما كان للفنان أنس قطرميز مدير مركز وليد عزت محطات مع الفنان الراحل رأفت الساعاتي الذي كان يعتبر المركز بيته الثاني، يقول:
كانت تجتمع في الفنان الراحل صفات قلما تجتمع في شخص واحد، من التسامح والثقافة والإحساس العالي ومحبة الجميع، وقبل كل ذلك التواضع، فهو يعامل الجميع بروح الأبوة، ويسعى إلى تقديم النصيحة والتوجيهات والدعم ومنح الثقة للطلاب لينطلقوا في الفن الاستثنائي.
وفيما يخص العمل فكان يتمتع بحرفية عالية، بل كان يعشق العمل بالطين إلى درجة التوحد معه، فكانت موهبته نادرة، وهو من الخزافين القلائل الذي تفوقوا في هذا الفن، ووفاته خسارة كبيرة في الساحة الفنية وعلى الصعيد الإنساني والمهني.
الداعم الأول
أما طالبته زويا قرموقة فقد بينت أن الراحل كان له دور في تشجيع الطلاب على العمل بجد، وكان الداعم الأول لها في عملها، فقد منحها الثقة بما تقدم من أعمال خزفية، وشجعها على المشاركة في المعارض، وهذا التكريم يليق به من الطلاب والأساتذة الذين واكبوا عمله، وكان لهم بمثابة المعلم الناصح بتواضع كبير، ودائما يقول” أحبوا الطين لأن الطين له إحساس”.
واستطاع بما يملك من المرح والمحبة أن يخلق جوا من الفرح والإلفة بين الطلاب والأساتذة، ليكون مركز أحمد وليد عزت للفنون بيتهم الثاني يجمعهم حب الفن والمحبة والتنافس الإيجابي.
وفي مشاركاتهم عبر طلابه ومن عاصره عن دور الفنان الراحل في تقديم الدعم لهم بمحبة وتواضعه، وبابتسامة دافئة كانت تملأ المكان محبة وألفة وإحساسا بالجمال حد العشق.

التالي