الثورة – همسة زغيب:
مرض التوحد من التشخيص إلى الطرق الكفيلة بالتدخل والتعامل معه على المستوى الاجتماعي، والمشكلات وكيفية التعامل والتواصل الاجتماعي، وأنماط السلوك المتكررة، شكل محاور الندوة التثقيفية “آليات التعامل مع طفل التوحّد” في المحطة الثقافية بجرمانا، بحضور المهتمين من الخبراء وأولياء الأمور للاستفادة من تبادل الخبرات والمشاركة في نشر التوعية.
تضمّنت الندوة تقديم معلومات قيّمة حول التوحّد والعلاجات المتاحة وكيفية التعامل مع المصابين من قبل اختصاصيين في العمل الطبي والتعليمي بإشراف مدربة علاج طفل التوحد /علاج نطق وتخاطب نجاة كنج، الحاصلة على اعتمادية مؤسسة نابو الماليزية للتدريب في مجال /طيف التوحد- متلازمة داون/.
وبينت كنج أن اضطراب طيف التوحد حالة ترتبط بنمو الدماغ، أي أنه خلل بنمو الشبكات الدماغية، والمعروف بمرض التوحد أو الذاتوية أو اضطراب طيف التوحّد “Autism spectrum disorder” هو اضطراب في النموّ يؤدي إلى صعوبات في التفاعل والتواصل والسلوك الاجتماعي لدى الفرد.
وأوضحت أنه يُشار لاضطراب التوحّد بمصطلح “الطيف” بسبب وجود اختلاف واسع النطاق في أنواعه وشدّته، أما أعراضه ممكن أن تظهر في أول عامين من عُمر الأطفال، ويمكن أن تشخّص الإصابة بالتوحد في أي سن، وُيوصف بأنه عجز أو اضطراب في النمو، ومع أنّه اضطراب مزمن إلا أنّ العلاجات قد تحسن من حالة المصاب وقدرته على التفاعل، وغالباً يصيب الذكور أكثر من الإناث، بحسب الدراسات حول الطب النفسي للأطفال والمراهقين.
بالنسبة للعلاج بينت كنج أنه بعد تقييم طفل التوحّد وتسجيل الملاحظات السلوكية يتم وضع خطة علاجية (خطة تأهيل فردية)، ويجب أن يأخذ الأخصائي بعين الاعتبار عمر الطفل، كون طفل التوحد له طبيعة كلية لا تتجزأ (بدنياً – عقلياً – نفسياً – اجتماعياً – اقتصادياً) وينبغي التركيز على نقاط القوة الموجودة لدى طفل التوحد حتى يتم تنمية هذه القدرات والاستفادة منها في تنمية نقاط الضعف لديه، لكي يستطيع القيام بوظائفه معتمداً على نفسه وتنمية سلوك التعامل معه.
وتخلل الندوة تقديم عرض لنشاطات الجمعيات في جرمانا ودورها الداعم للأهالي ونشر التوعية عن التوحّد، وأهمية التدخل المبكر لدى الأطفال وكذلك أهمية دمجهم في المجتمع لتخفيف التكلفة الباهظة على الأهل، ومن حقّ الأشخاص المصابين الحصول على مستقبل لائق، وتأمين مراكز ترفيهية لهم وأنّ هناك حاجة إلى مزيد من مراكز الرعاية لهم في جميع المناطق بسبب الأعداد المتزايدة.
بدورها رئيس المركز الثقافي رمزة خيو أشارت إلى ازدياد الإصابات بالتوحّد في سورية والعالم من دون معرفة الأسباب حتّى الآن، ومن هنا تأتي أهمّية إقامة ندوات توعية عن التوحّد في مختلف المناطق، لما لها من تأثير على الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي، والتفاعل الاجتماعي، والارتباط بالعالم الخارجي، حيث لا يوجد علاج طبّي له، سوى التدخّل المبكر والتعليم المتخصّص.